تعليقة على منهج المقال - الوحيد البهبهاني - الصفحة ٣٥
ومنها ان يكون رأيه أو روايته في الغالب موافقا للعامة وسيظهر حالهما في الجملة في زيد بن على (ع) وسعيد بن المسيب وعليك بالتأمل فيهما حتى يظهر لكل فتأمل ومر في الفائدة الأولى ما يؤيد فلاحظ ويؤيد أيضا التأمل فيما سنذكره هنا في قولهم كاتب الخليفة اه وقولهم كانوا يشربون النبيذ مثلا اه فتأمل.
ومنها قولهم فلان كاتب الخليفة والوالي من قبله وأمثالهما فان ظاهرهما الذم والقدح كما اعترف به مه في ترجمة حذيفة وسيجئ في أحمد بن عبد الله بن مهران انه كان كاتب إسحاق فتاب هذا.
مع انا لم نؤمن المشهور التأمل من هذه الجهة كما في يعقوب بن يزيد وحديفة بن منصور و غيرهما ولعله لعدم مقاومتها التوثيق المنصوص أو المدح المنافى باحتمال كونها بإذنهم (ع) أو تقية أو حفظا لأنفسهم أو غيرهم أو اعتقادهم الإباحة أو غير ذلك من الوجوه الصحيحة وتحقيق الامر فيها في كتاب التجارة من كتب الفقه والاستدلال.
وبالجملة تحققها منهم على الوجه الفاسد بحيث لا تأمل في فساده ولا يقبل الاجتهاد في تصحيحه بان يكون في اعتقادهم صحيحة وان أخطأوا في اجتهادهم غير معلوم مع ان الأصل في افعال المسلمين الصحة وورد كذب سمعك وبصرك ما تجد اليه سبيلا وأمثاله كثير وأيضا أنهم صلوات الله عليهم أبقو لهم على حالهم وأقروهم ظاهرا من انهم كانوا متدينين بأمرهم (ع) مطيعين لهم ويصلون إلى خدمتهم ويسألونهم صلوات الله عليهم عن افعالهم وغيرها وربما كانوا (ع) ينهون بعضهم فينتهي إلى غير ذلك من أمثال ما ذكرنا فتأمل بل ربما ظهر مما ذكران القدح بأمثالها مشكل وان لم يصادمها التوثيق والمدح فتأمل ومر أيضا ما يرشد ويؤيد.
ومنها ما ذكر في الأجلة من انهم كانوا يشربون النبيذ مثل ما سيجئ في ثابت بن دينار وابن أبي يعفور أو يأكلون الطين كما في داود بن قاسم وأمثال ذلك ولعلها لم تكن ثابتة أو كانوا جاهلين الخبر منها ولعله ليس ببعيد بالنسبة إلى كثير وسننبه عليه في ترجمة ثابت أو كان قبل وثاقتهم و جلالتهم فيكون حالهم حال الثقات والأجلة الذين كانوا فاسدي العقيدة ورجعوا ومر الإشارة اليه وسنذكر اعذار اخر في ثابت وداود وغيرهما.
وبالجملة في المواضع التي ذكر أمثالها فيها لعله نتوجه في خصوص الموضع منها إلى العذر المناسب أو الملايم ولو لم نتوجه فلنعتذر بما ذكرنا أو أمثاله مما يقبله وذكر آنفا ان الأصل في افعال المسلمين الصحة وغير ذلك فتأمل.
الفائدة الرابعة في ذكر بعض مصطلحاتي في هذا الكتاب.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»