جامع الرواة - محمد علي الأردبيلي - ج ١ - الصفحة مقدمة الكتاب ٦
والفهرست (1) طريقا أو طريقين أو أكثر إلى كل واحد من أرباب الكتب والأصول فمن كان قصده الاطلاع على أحوال الأحاديث ينبغي له ان ينظر إلى المشيخة ويرجع إلى الفهرست ثم قال انى لما رجعت إليهما رأيت أن كثيرا من الطرق المورودة فيهما معلول على المشهور بضعف أو ارسال أو جهالة وأيضا رأيت أن الشيخ (ره) ربما بدء في أسانيد الروايات بأناس لم يذكر لهم طريقا أصلا لا في المشيخة ولا في الفهرست فلأجل ذلك رأيت من اللازم تحصيل طرق للشيخ إلى أرباب الأصول والكتب غير الطرق المذكورة في المشيخة والفهرست حتى تصير تلك الروايات معتبرة فلما طال تفكري في ذلك وتضرعي ألقى في روعي ان انظر في أسانيد روايات التهذيبين فلما نظرت فيها وجدت فيها طرقا كثيرة إليهم غير ما هو مذكور في المشيخة والفهرست أكثرها موصوف بالصحة والاعتبار فصنفت هذه الرسالة وذكرت فيها جميع الشيوخ المذكورين في المشيخة والفهرست وذيلت ما فيهما من الطرق الضعيفة أو المجهولة بالإشارة إلى ما وجدته من الطرق الصحيحة أو المعتبرة مع تعيين موضعها وأضفت إليهم من وجدت له طريقا معتبرا ولم يذكر طريقه فيهما انتهى ما أردنا بيانه من كلامه قدس سره ملخصا.
ونقول اما استنباط الطرق المعتبرة إلى أرباب الكتب والأصول من وقوعهم في أسانيد التهذيبين فمنشأه انه إذا رأى في سند من أسانيدهما صاحب كتاب أو أصل استظهر ان الحديث المروى بذلك السند مأخوذ من كتاب هذا الرجل وان الرواة الذين توسطوا في سنده بين الشيخ وبينه رووا هذا الحديث عنه بسبب روايتهم لجميع ما في كتابه من الروايات ولذلك إذا رأى أن الشيخ ره روى عن هذا الرجل روايات اخر وبدء بذكره في أسانيدها ولم يذكر في المشيخة والفهرست إليه طريقا أو ذكر إليه طريقا ضعيفا على المشهور حكم بصحتها لما وجده من الطريق الصحيح أو المعتبر إلى كتابه مثلا روى الشيخ ره في التهذيب عن علي بن الحسن الطاطري قريبا من ثلاثين حديثا بدء بذكره في أسانيدها وقال في المشيخة وما ذكرته عن علي بن الحسن الطاطري فقد اخبرني به أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن أبي الملك أحمد بن عمر بن كيسبه عن علي بن الحسن الطاطري وهذا طريق مجهول عندهم بابن كيسبه وبابن الزبير ومقتضاه عدم اعتبار تلك الروايات وروى في كتاب الحج أربع روايات سندها هكذا موسى بن القاسم عن علي بن الحسن الطاطري عن درست بن أبي منصور ومحمد بن أبي حمزة عن ابن مسكان الخ وموسى بن القاسم ثقة وطريق الشيخ إلى

١ - تصنيف الشيخ للفهرست وذكر الطرق إلى من ذكر فيه ان له كتابا أو أصلا ليس لاخراج أحاديث التهذيبين من الارسال ولم يبدء الشيخ في أسانيد هما بهؤلاء المذكورين في الفهرست سوى قليل منهم وهم المشيخة المذكورون في اخر الكتابين نعم ربما يوجد في بدء أسانيدهما شيوخ لم يذكر لهم طريقا في المشيخة وعدد رواياتهم بأجمعها لا يزيد على خمسمائة تقريبا ولا تخرج هذه الروايات عن الارسال بسبب الطرق المذكورة في الفهرست غالبا.
(مقدمة الكتاب ٦)
الفهرست