اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٧٧٦
والغلمان، واعتلوا في ذلك بقول الله تعالى " أو يزوجهم ذكرانا وإناثا " (1) وقالوا بالتناسخ.
والأئمة عندهم واحدا واحدا انما هم منتقلون من قرن إلى قرن، والمواسات بينهم واجبة في كل ما ملكوه من مال أو خراج أو غير ذلك، وكلما أوصى به رجل في سبيل الله فهو لسميع بن محمد وأوصيائه من بعده، ومذاهبهم في التفويض مذاهب الغلاة من الواقفة، وهم أيضا قالوا بالحلال.
وزعموا أن كل من انتسب إلى محمد فهم بيوت وظروف، وأن محمدا هو رب حل في كل من انتسب إليه، وأنه لم يلد ولم يولد، وأنه محتجب في هذه الحجب.
وزعمت هذه الفرقة والمخمسة والعلياوية وأصحاب أبي الخطاب أن كل من انتسب إلى أنه من آل محمد فهو مبطل في نسبه مفتر على الله كاذب، وأنهم الذي قال الله تعالى فيهم: انهم يهود ونصارى، في قوله " وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق " (2).
محمد، في مذهب الخطابية، وعلي في مذهب العلياوية فهم ممن خلق هذان كاذبون فيما ادعوا من النسب، إذا كان محمد عندهم وعلي هو رب لا يلد ولا يولد ولا يستولد، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
وكان سبب قتل محمد بن بشير لعنه الله لأنه كان معه شعبذة ومخاريق فكان يظهر الواقفة أنه ممن وقف على علي بن موسى عليه السلام، وكان يقول في موسى بالربوبية، ويدعي لنفسه أنه نبي.
وكان عنده صورة قد عملها وأقامها شخصا كأنه صورة أبي الحسن عليه السلام في ثياب حرير وقد طلاها بالأدوية وعالجها بحيل عملها فيها حتى صارت شبيها بصورة انسان وكان يطويها فإذا أراد الشعبذة نفخ فيها فأقامها.

(١) سورة الشورى: ٥٠ 2) سورة المائدة: 18
(٧٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 771 772 773 774 775 776 777 778 779 780 781 ... » »»
الفهرست