اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٥٥٢
493 - علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدثني أبو زكريا يحيى بن أبي بكر، قال، قال النظام لهشام بن الحكم: ان أهل الجنة لا يبقون في الجنة بقاء الأبد فيكون بقاؤهم كبقاء الله ومحال أن يبقوا كذلك، فقال هشام: ان أهل الجنة يبقوا بمبق لهم والله يبقي بلا مبق أوليس هو كذلك، فقال: محال أن يبقوا للأبد، قال، قال: ما يصيرون؟ قال يدركهم الخمود.
قال: فبلغك أن في الجنة ما تشتهي الأنفس؟ قال: نعم، قال: فان اشتهوا وسألوا ربهم بقاء الأبد؟ قال: إن الله تعالى لا يلهمهم ذلك، قال: فلو ان رجلا من أهل الجنة نظر إلى ثمرة على شجرة، فمد يده ليأخذها فتدلت إليه الشجرة والثمار ثم كانت منه لفتة فنظر إلى ثمرة أخرى أحسن منها، فمد يده اليسرى ليأخذها فأدركه الخمود، ويداه متعلقة بشجرتين، فارتفعت الأشجار وبقي هو مصلوبا، فبلغك أن في الجنة مصلوبين؟ قال هذا محال، قال: فالذي أتيت به أمحل منه، أن يكون قوم قد خلقوا وعاشوا فأدخلوا الجنان تموتهم فيها يا جاهل.
تم الجزء الثالث ويتلوه في الجزء الرابع حدثني محمد بن مسعود قال حدثني علي بن محمد. والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
____________________
قوله: أوليس هو كذلك بفتح الواو لزينة الكلام بعد همزة الاستفهام.
قوله رحمه الله: تموتهم فيها يا جاهل بتشديد الواو على التفعيل للنسبة، أي وأنت تنسبهم إلى الموت في النشأة الخالدة وتثبت لهم الممات في جنة الخلد يا جاهل.
(٥٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 547 548 549 550 551 552 553 554 555 556 557 ... » »»
الفهرست