المحكم في أصول الفقه - آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم - ج ٢ - الصفحة ٤٠٦
الخراساني قدس سره.
هذا، ومن الظاهر أن الكراهة بالمعنى المذكور لا تقتضي مرجوحية الفعل، لتنافي وجوبه أو استحبابه، ويقع الكلام في وجه الجمع بينهما.
نعم، الكراهة المذكور ة انما تصحح النهى الشرعي مع وجود المندوحة وامكان تحصيل ملاك الامر بالطبيعة في فرد لا نقص فيه، حيث يكون الغرض منه التنبيه لاختيار الامتثال بالفرد المذكور.
أما مع عدم المندوحة وانحصار الامتثال بالفرد الناقص فلا يصح النهى عنه، إذ ينحصر به حصول ما يمكن تحصيله من الملاك الراجح التحصيل.
ومن هنا لا مجال لتنزيل كراهة مثل صوم يوم عاشوراء على الوجه المذكور، لعدم اختصاصها بمثل صوم القضاء مما يمكن امتثاله في غير اليوم المذكور، بل يعم مثل صوم التطوع الاستغراقي الراجع لاستحباب صوم كل يوم، لملاكه القائم به، ولا يفي به غيره. فتخص الكراهة في مثله بالوجه الأول.
بقى شئ، وهو أنه يظهر من جميع ما تقدم الحال في استحباب حقيقيا، ومع اتحاد منشأ انتزاعهما والاختلاف في القيود قد يكون الاستحباب بعض أفراد الماهية المشروعة وجوبا أو استحبابا وأنه مع اختلاف منشأ انتزاع العنوانين يكون الاستحباب حقيقيا ناشئا عن ملاك مباين لملاك أصل الماهية، أو عن ملاك مسانخ لملاكها، نظير ما تقدم في الكراهة الإضافية. وعلى جميع التقادير يلزم تأكد تأكد الرجحان في المجمع لواجديته لكلا الملاكين.
وما يظهر من المحقق الخراساني قدس سره من كونه موجبا لتأكد الوجوب لو كان أمر الماهية وجوبيا. في غير محله، ضرورة أن تأكد الوجوب انما يكون بتأكد الالزام الذي لا مجال له في المقام بعد فرض كون الجهة التي يمتاز بها الجمع انما تقتضي استحبابه، لا وجوبه.
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقصد الرابع: في العام والخاص تعريف العام والخاص 10
2 الفصل الأول: في أقسام العموم ومقتضى الأصل منها 13
3 الفصل الثاني: في ما يدل على العموم 17
4 مفاد أسماء الأجناس 17
5 أقسام لحاظ الماهية 17
6 إطلاق الحكم على الماهية مع إرادة التقييد 20
7 المبحث الأول: الأدوات الموضوعة للعموم 25
8 المبحث الثاني: النكرة في سياق النفي والنهي 27
9 مفاد النكرة 30
10 المبحث الثالث: مفاد لام التعريف 35
11 إفادة لام الجنس التعريف 36
12 لام الاستغراق 38
13 لام التزيين في الاعلام 40
14 الجمع المعرف باللام 41
15 المعرف بالإضافة 43
16 علم الجنس 43
17 المبحث الرابع: في مقدمات الحكمة 45
18 الكلام في إمكان التقييد من مقدمات الحكمة 45
19 الكلام في كون عدم المتيقن في مقام التخاطب من مقدمات الحكمة 53
20 الكلام في أن كون المتكلم في مقام البيان من مقدمات الحكمة أو لا؟ 57
21 منشأ البناء على كون المتكلم في مقام البيان 58
22 الكلام في الانصراف 64
23 الفصل الثالث: في العام المخصص 65
24 الكلام في التخصيص المتصل 66
25 الكلام في التخصيص المنفصل 67
26 الفصل الرابع: في إجمال الخاص واشتباهه 79
27 إجمال الخاص بنحو الشبهة المفهومية 80
28 الدوران بين المتباينين 83
29 اشتباه الخاص بنحو الشبهة الموضوعية 86
30 أدلة عدم حجية العام 86
31 أدلة حجية العام 92
32 التفصيل في الحجية بين الخاص العنواني وغيره 94
33 التفصيل بين كون العام بيانا لحال الفرد المشتبه وغيره 96
34 التفصيل بين المخصص اللفظي واللبي 100
35 التفصيل بين القضية الحقيقية والخارجية 108
36 موارد رجوع التخصيص للافراد 113
37 الكلام في عنوان موضوع الحكم في العام المخصص 115
38 إثبات الحكم الأولي بعموم الحكم الثانوي المأخوذ فيه 123
39 الكلام في حجية العام في عكس نقيضه 125
40 الفصل الخامس: في عموم الحكم لغير المتخاطبين 129
41 الفصل السادس: في تعقيب العام بضمير يرجع إلى بعض أفراده 135
42 الاستثناء المتعقب لجمل متعددة 139
43 الفصل السابع: في الجمع بين المطلق والمقيد 141
44 الكلام في المستحبات 145
45 الفصل الثامن: في تخصيص العام بالمفهوم 151
46 خاتمة مباحث الألفاظ 153
47 الباب الثاني: في الملازمات العقلية تحديد مورد البحث 158
48 الفصل الأول: في ملازمة حكم الشرع لحكم العقل 159
49 التحسين والتقبيح العقليان 163
50 استدلال الأشاعرة على نفي التحسين والتقبيح 165
51 حقيقة الحسن والقبح وكيفية إدراك العقل لهما 167
52 الكلام في ملازمة حكم الشرع لحكم العقل واقعا 173
53 الكلام في ملازمة حكم الشرع لحكم العقل ظاهرا 181
54 الفصل الثاني: في الاجزاء 185
55 معنى الاجزاء 187
56 الفرق بين مسألة الاجزاء ومسألة اقتضاء الامر المرة أو التكرار 187
57 إجزا موافقة الامر عن امتثاله 188
58 تبديل الامتثال 189
59 إجزاء موافقة الامر الاضطراري 193
60 الكلام في مقام الثبوت 193
61 الكلام في مقام الاثبات 197
62 إجزاء موافقة الأمر الظاهري 203
63 الكلام بناء على التصويب 203
64 حديث المحقق الخراساني في الأصول التعبدية 205
65 حقيقة الحكم الظاهري 209
66 إذا كانت مخالفة الحكم الظاهري مقتضى تعبد شرعي 210
67 الكلام في تبدل مقتضى الاجتهاد 214
68 الاجزاء مع مخالفة الامر الواقعي 218
69 تقريب مقتضى السيرة 221
70 عدم اقتضاء الامر الظاهري للاجزاء في غير المخاطب به 228
71 الفصل الثالث: في مقدمة الواجب 231
72 تحديد الداعوية الغيرية 234
73 تقسيمات المقدمة 235
74 المقدمة الداخلية والمقدمة الخارجية 236
75 المقدمة التكوينية والمقدمة الشرعية 238
76 الكلام في دخول التقييد في المأمور به النفسي 239
77 الشرط المتأخر في التكوينيات 240
78 الشرط المتأخر في الشرعيات 242
79 الشرط المتأخر للحكم 244
80 المبحث الأول: في الملازمة بين وجوب الشئ ووجوب مقدمته 247
81 تقريب أن المسألة أصولية 247
82 حجة القول بالملازمة 248
83 التفصيل بين السبب وغيره 253
84 ثمرة النزاع في تعلق التكليف بالسبب التوليدي أو بسببه 254
85 معيار الثواب والعقاب 255
86 المبحث الثاني: في تحديد المقدمة التي هي موضوع الداعوية الغيرية 261
87 الكلام في قصد التوصل وثمرته 262
88 المقدمة الموصلة 265
89 تحقيق الغرض من المقدمة 269
90 تبعية الامر للغرض سعة وضيقا 269
91 تعلق الداعوية بجميع المقدمات بنحو الارتباطية 271
92 محاذير القول بالمقدمة الموصلة 273
93 المبحث الثالث: تبعية وجوب المقدمة لوجوب ذيها إطلاقا واشتراطا 283
94 المقدمات المفوتة 284
95 الوجه المختار في دفع الاشكال فيها 296
96 جواز التعجيز مع دخل القدرة في الملاك 300
97 مقدمة الحرام والمكروه 301
98 الفصل الرابع: في مسألة الضد 305
99 ثمرة المسألة 308
100 الكلام في الضد العام 309
101 الكلام في الضد الخاص 311
102 التمانع بين الضدين 313
103 ثمرة المسألة 322
104 الكلام في التقرب بالملاك 323
105 الكلام في قصور الامر بالضد عن الفرد المزاحم 324
106 الكلام في الترتب 329
107 الكلام في العقاب 338
108 الكلام في بعض تقريبات الامر الترتبي 345
109 الترتب مع مقدمية ترك الضد لفعل ضده 347
110 الترتب في التكليفين متساويي الأهمية 348
111 الفصل الخامس: في اجتماع الامر والنهي 351
112 تضاد الاحكام التكليفية 354
113 عدم التضاد التام بين بعض الاحكام 361
114 ضابط موضوع المسألة 363
115 الكلام في مورد الاضطرار للحرام 371
116 الفرق بين التعرض والتزاحم في العامين من وجه 374
117 التركيب الانضمامي والاتحادي 379
118 تعلق الاحكام بالعناوين أو المعنونات 386
119 الكلام في إمكان الاجتماع 389
120 قصد التقرب بالمجمع 393
121 الكلام في صورة وجود المندوحة وعدمها 397
122 العبادات المكروهة 397
123 استحباب بعض أفراد الماهية 406
124 الاضطرار الارتكاب الحرام 407
125 الفصل السادس: في اقتضاء النهي الفساد 415
126 توجيه كون المسألة عقلية 417
127 النهي عن العبادة 419
128 النهي عن شرط العبادة 422
129 النهي عن وصف العبادة 424
130 النهي عن المعاملة 427
131 القول باقتضاء النهي الصحة 432
132 النهي الارشادي 433