والانبعاث باحتمال البعث إطاعة حقيقة لو صادف المأتي به الواقع، خصوصا في أطراف العلم الإجمالي. ودعوى لزوم العلم بالبعث في صدق الإطاعة (1) ممنوعة.
نعم مع الانبعاث باحتمال البعث يكون تحقق الطاعة محتملا، فإن المأتي به لو كان هو المأمور به يكون طاعة، وإلا انقيادا، ولا يعتبر في الطاعة أكثر من ذلك عند العقل، واعتبار شئ آخر زائد عما يعتبره العقل إنما يكون بتقييد شرعي مدفوع بالإطلاق أو الأصل.
وهاهنا تفصيل منقول عن سيد مشايخنا الميرزا الشيرازي (2) - قدس سره - وهو الحكم بفساد العبادة لو لم يكن قاصدا للامتثال على نحو الإطلاق في الواجبات، للتأمل في صدق الإطاعة عرفا على فعل من يقتصر على بعض المحتملات، لكون القصد فيها مشوبا بالتجري، وهذا موجب للتردد في صدق الإطاعة. هذا في الواجبات.
وأما في المستحبات فصدق الإطاعة على الإتيان ببعض محتملاتها مما لا شبهة فيه، ولامانع منه، لعدم الشوب بالتجري فيها.