تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ١٠٦
«الذين يبلغون رسالات الله» صفة للذين خلوا أو مدح لهم بالنصب أو بالرفع وقرئ رسالة الله «ويخشونه» في كل ما يأتون ويذرون لا سيما في امر تبليغ الرسالة حيث لا يخرمون منها حرفا ولا تأخذهم في ذلك لومة لائم «ولا يخشون أحدا إلا الله» في وصفهم بقصرهم الخشية على الله تعالى تعريض بما صدر عنه صلى الله عليه وسلم من الاحتراز عن لائمة الخلق بعد التصريح في قوله تعالى وتخشى الناس والله أحق ان تخشاه «وكفى بالله حسيبا» كافيا للمخاوف فينبغي ان لا يخشى غيره أو محاسبا على الصغيرة والكبيرة فيجب ان يكون حق الخشية منه تعالى «ما كان محمد أبا أحد من رجالكم» أي على الحقيقة حتى يثبت بينه وبينه ما يثبت بين الولد وولده من حرمة المصاهرة وغيرها ولا ينتقض عمومه بكونه صلى الله عليه وسلم ابا الطاهر والقاسم وإبراهيم لأنهم لم يبلغوا الحلم ولو بلغوا لكانوا رجالا له صلى الله عليه وسلم لا لهم «ولكن رسول الله» أي كان رسولا لله وكل رسول أبو أمته لكن لا حقيقة بل بمعنى انه شفيق ناصح لهم وسبب لحياتهم الأبدية وما زيد الا واحد من رجالكم الذين لا ولادة بينهم وبينه صلى الله عليه وسلم فحكمه حكمهم وليس للتبني والادعاء حكم سوى التقريب والاختصاص «وخاتم النبيين» أي كان آخرهم الذي ختموا به وقرئ بكسر التاء أي كان خاتمهم ويؤيده قراءة ابن مسعود ولكن نبيا ختم النبيين وأيا ما كان فلو كان له ابن بالغ لكان نبيا ولم يكن هو صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين كما يروي انه قال في إبراهيم حين توفي لو عاش لكان نبيا ولا يقدح فيه نزول عيسى بعده عليهما السلام لان معنى كونه خاتم النبيين انه لا ينبأ أحد بعده وعيسى ممن نبيء قبله وحين ينزل انما ينزل عملا على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم مصليا إلى قبلته كأنه بعض أمته «وكان الله بكل شيء عليما» ومن جملته هذه الاحكام والحكم التي بينها لكم وكنتم منها في شك مريب «يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله» بما هو أهله من التهليل والتحميد والتمجيد والتقديس «ذكرا كثيرا» يعم الأوقات والأحوال «وسبحوه» ونزهوه عما لا يليق به «بكرة وأصيلا» أي أول النهار واخره على ان تخصيصهما بالذكر ليس لقصر التسبيح عليهما دون سائر الأوقات بل لإبانة فضلهما على سائر الأوقات لكونهما مشهودين كأفراد التسبيح من بين الأذكار مع اندراجه فيها لكونه العمدة فيها وقيل كلا الفعلين متوجه اليهما كقولك صم وصل يوم الجمعة وقيل المراد بالتسبيح الصلاة
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283