فقال عمر رضي الله عنه صدق والذي نفس عمر بيده ما أعلم منها الا ما علمت قال وسألهم عن ليلة القدر فأكثروا فيها فقالوا كنا نرى انها في العشر الأوسط ثم بلغنا انها في العشر الأواخر فأكثروا فيها فقال بعضهم ليلة إحدى وعشرين وقال بعضهم ثلاث وعشرين وقال بعضهم سبع وعشرين فقال له عمر رضي الله عنه مالك يا ابن عباس لا تتكلم قال الله أعلم قال قد نعلم أن الله أعلم ولكني انما أسألك عن علمك فقال ابن عباس رضي الله عنهما ان الله وتر يحب الوتر خلق سبع سماوات وجعل عدد الأيام سبعا وجعل الطواف بالبيت سبعا والسعي بين الصفا والمروة سبعا ورمى الجمار سبعا وخلق الانسان من سبع وجعل رزقه من سبع قال كيف خلق الانسان من سبع وجعل رزقه من سبع فقد فهمت من هذا شيئا لم أفهمه قال قول الله لقد خلقنا الانسان من سلالة من طين إلى قوله فتبارك الله أحسن الخالقين ثم ذكر رزقه فقال انا صببنا الماء صبا إلى قوله وفاكهة وأبا فالأب ما أنبتت الأرض للأنعام والسبعة رزق لبني آدم قال لا أراها والله أعلم الا لثلاث يمضين وسبع يبقين * وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جلس في رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين فذكروا ليلة القدر فتكلم منهم من سمع فيها بشئ مما سمع فتراجع القوم فيها الكلام فقال عمر رضي الله عنه مالك يا ابن عباس صامت لا تتكلم تكلم ولا يمنعك الحداثة قال ابن عباس رضي الله عنهما فقلت يا أمير المؤمنين ان الله تعالى وتر يحب الوتر فجعل أيام الدنيا تدور على سبع وخلق الانسان من سبع وجعل فوقنا سماوات سبعا وخلق تحتنا أرضين سبعا وأعطى من الثاني سبعا ونهى في كتابه عن نكاح الأقربين عن سبع وقسم الميراث في كتابه على سبع ونقع في السجود من أجسادنا على سبع وطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكعبة سبعا وبين الصفا والمروة سبعا ورمى الجمار سبع لإقامة ذكر الله في كتابه فأراها في السبع الأواخر من شهر رمضان والله أعلم قال فتعجب عمر رضي الله عنه وقال وما وافقني فيها أحد الا هذا الغلام الذي لم يسر شؤون رأسه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التمسوها في العشر الأواخر ثم قال يا هؤلاء من يؤدى في هذا كأداء ابن عباس * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين * وأخرج ابن أبي شيبة عن زر رضي الله عنه انه سئل عن ليلة القدر فقال كان عمر وحذيفة وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكون انها ليلة سبع وعشرين * وأخرج ابن نصر وابن جرير في تهذيبه عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة * وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أتيت وأنا نائم في رمضان فقيل لي ان الليلة ليلة القدر فقمت وأنا ناعس فتعلقت ببعض أطناب فسطاط رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى فنظرت في الليلة فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين قال فقال ابن عباس ان الشيطان يطلع مع الشمس كل يوم الا ليلة القدر وذلك انها تطلع يومئذ بيضاء لا شعاع لها * وأخرج محمد بن نصر والحاكم وصححه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى ظننت انا لا ندرك الفلاح وأنتم تسمون السحور وأنتم تقولون ليلة سابعة ثلاث عشر ونحن نقول ليلة سابعة سبع وعشرين أفنحن أصوب أم أنتم * وأخرج محمد بن نصر عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا ليلة القدر في العشر الباقيات من شهر رمضان في الخامسة والسابعة والتاسعة * وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن عمر رضي الله عنه سأل عمر رضي الله عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال ابن عباس رضي الله عنهما ان ربى يحب السبع ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال البخاري في اسناده نظر * وأخرج الطيالسي وأحمد وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ليله القدر انها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين وان الملائكة في تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى * وأخرج محمد بن نصر من طريق أبى ميمون عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إنها السابعة وتاسعة والملائكة معها أكثر من عدد نجوم
(٣٧٥)