ليلة أربع وعشرين * وأخرج ابن سعد ومحمد بن نصر وابن جرير عن عبد الرحمن بن عسلة الصنابحي رضي الله عنه قال ما فاتني رسول الله صلى الله عليه وسلم الا بخمس ليال توفى وأنا بالجحفة فقدمت على أصحابه متوافرين فسالت بلالا رضي الله عنه عن ليلة القدر فقال ليلة ثلاث وعشرين * وأخرج محمد بن نصر عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التمسوا ليلة القدر في أربع وعشرين * وأخرج الطيالسي وابن زنجويه وابن حبان والبيهقي عن أبي ذر رضي الله عنه قال صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم بنا شيئا من الشهر حتى إذا كانت ليلة أربع وعشرين السابع مما يبقى صلى بنا حتى كاد ان يذهب ثلث الليل فلما كانت ليلة خمس وعشرين لم يصل بنا فلما كانت ليلة ست وعشرين السابع مما بقى صلى بنا حتى كاد ان يتأطر الليل فقلت يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا فقال لا ان الرجل إذا صلى مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة فلما كانت ليلة سبع وعشرين لم يصل بنا فلما كانت ليلة ثمان وعشرين جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتمع له الناس فصلى بنا حتى كاد ان يفوتنا الفلاح ثم لم يصل بنا شيئا من الشهر والفلاح السحور * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن زنجويه وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير وابن حبان وابن مردويه والبيهقي عن زر بن حبيش قال سالت أبي بن كعب عن ليلة القدر قلت إن أخاك عبد الله بن مسعود يقول من يقم الحول يصب ليلة القدر فحلف لا يستثنى انها ليلة سبع وعشرين قلت بم تقول ذلك أبا المنذر قال بالآية والعلامة التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها تصبح من ذلك اليوم تطلع الشمس ليس لها شعاع ولفظ ابن حبان بيضاء لا شعاع لها كأنها طست * وأخرج محمد بن نصر وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي من طريق عاصم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان عمر رضي الله عنه يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويقول لا تتكلم حتى تتكلموا فدعاهم فسألهم فقال أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر التمسوها في العشر الأواخر وترا أي ليلة ترونها فقال بعضهم ليلة إحدى وعشرين وقال بعضهم ليلة ثلاث وقال بعضهم ليلة خمس وقال بعضهم ليلة سبع فقالوا وأنا ساكت فقال مالك لا تتكلم فقلت انك أمرتني ان لا أتكلم حتى يتكلموا فقال ما أرسلت إليك الا لتكلم فقال انى سمعت الله يذكر السبع فذكر سبع سماوات ومن الأرض مثلهن وخلق الانسان من سبع ونبت الأرض سبع فقال عمر رضي الله عنه هذا أخبرتني بما أعلم أرأيت مالا أعلم فذلك نبت الأرض سبع قلت قال الله عز وجل شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا قال فالحدائق غلبا الحيطان من النخل والشجر وفاكهة وأبا فالأب ما أنبتت الأرض مما تأكله الدواب والانعام ولا تأكله الناس فقال عمر رضي الله عنه لأصحابه أعجزتم ان تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه والله انى لأرى القول كما قلت وقد أمرتك ان لا تتكلم معهم * وأخرج عبد الرزاق وابن راهويه ومحمد بن نصر والطبراني والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال دعا عمر رضي الله عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ليلة القدر فاجتمعوا انها في العشر الأواخر فقلت لعمر انى لأعلم وأني لأظن أي ليلة هي قال وأي ليلة هي قال سابعة تبقى من العشر الأواخر قال عمر رضي الله عنه ومن أين علمت ذلك قلت خلق الله سبع سماوات وسبع أرضين وسبع أيام وان الدهر يدور في سبع وخلق الانسان من سبع ويأكل من سبع ويسجد على سبعة أعضاء والطواف بالبيت سبع والجمار سبع لأشياء ذكرها فقال عمر رضي الله عنه لقد فطنت لأمر ما فطنا له وكان قتادة يزيد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويأكل من سبع قال هو قول الله تعالى فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا الآية * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدنى ابن عباس رضي الله عنهما وكان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكأنهم وجدوا في أنفسهم فقال لأرينكم اليوم منه شيئا تعرفون فضله فسألهم عن هذه السورة إذا جاء نصر الله فقالوا أمر نبينا صلى الله عليه وسلم إذا رأى مسارعة الناس في الاسلام ودخولهم فيه ان يحمد الله ويستغفره فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا ابن عباس مالك لا تتكلم فقال أعلمه متى يموت قال إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فهي آيتك من الموت
(٣٧٤)