فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب إليه وأخبره ومره بالتقوى والتوكل على الله وأن يقول عند صباحه ومسائه لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم فلما ورد عليه الكتاب قرأه فأطلق الله وثاقه فمر بواديهم التي ترعى فيه إبلهم وغنمهم فاستاقها فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى اغتلتهم بعدما أطلق الله وثاقي فحلال هي أم حرام قال بل هي حلال إذا شئنا خمسنا فأنزل الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ من الشدة والرخاء قدرا يعنى أجلا وقال ابن عباس من قرأ هذه الآية عند سلطان يخاف غشمه أو عند موج يخاف الغرق أو عند سبع لم يضره شئ من ذلك * وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال جاء عوف بن مالك الأشجعي فقال يا رسول الله ان ابني أسره العدو وجزعت أمه فما تأمرني قال آمرك وإياها أن تستكثرا من لا حول ولا قوة الا بالله فقالت المرأة نعم ما أمرك فجعلا يكثران منها فتغفل عنه العدو فاستاق غنمهم فجاء بها إلى أبيه فنزلت ومن يتق الله يجعل له مخرجا الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق مولى أبى قيس بن مخرمة قال جاء مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أسر ابن عوف فقال له ارسل إليه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تستكثر من لا حول ولا قوة الا بالله وكانوا قد شدوه بالقد فسقط القد عنه فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها فاقبل فإذا بسرح للقوم الذين كانوا أسروه فصاح بها فاتبع آخرها أولها فلم يفجأ أبويه الا وهو ينادى بالباب فأتى أبوه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فنزلت ومن يتق الله يجعل له مخرجا الآية * وأخرج عبد بن حميد والحاكم وابن مردويه عن أبي عيينة والبيهقي في الدلائل عنه عن ابن مسعود قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أراه عوف بن مالك فقال يا رسول الله ان بنى فلان أغاروا على فذهبوا بابني وبكى فقال اسأل الله فرجع إلى امرأته فقالت له ما رد عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرها فلم يلبث الرجل ان رد الله إبله وابنه أوفر ما كان فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقام على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وأمرهم بمسألة الله والرغبة له وقرأ عليهم ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب * وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة في قوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال يكفيه غم الدنيا وهمها * وأخرج أحمد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي ذر قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الآية ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فجعل يرددها حتى نعست ثم قال يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن معاذ بن جبل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس اتخذوا تقوى الله تجارة يأتكم الرزق بلا بضاعة ولا تجارة ثم قرأ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب * وأخرج أحمد والنسائي وابن ماجة عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر الا لدعاء ولا يزيد في العمر الا البر * وأخرج أحمد وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والخطيب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤنة ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها * وأخرج البخاري في تاريخه عن إسماعيل الجبلي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لئن انتهيتم عندما تؤمرون لتأكلن غير زارعين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع ابن خيثم رضي الله عنه ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال من كل شئ ضاق على الناس * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال نجاة * وأخرج أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته وإذا أسأت فأحسن ولا تسألن أحدا شيئا ولا تقبض أمانة ولا تقض بين اثنين * وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أوصيك بتقوى الله فإنه رأس كل شئ وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الاسلام وعليك بذكر
(٢٣٣)