ثياب السفر فسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قالوا من السيد من الرجال يا رسول الله قال ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قالوا ما في أمتك سيد قال بلى رجل أعطى مالا حلالا ورزق سماحة فأدنى الفقير فقلت شكايته في الناس * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وترا فيهما فجعل كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشى أنامله وتعفو أثره وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال قدم خالد بن الوليد من ناحية أرض الروم على النبي صلى الله عليه وسلم بأسرى فعرض عليهم الاسلام فأبوا فامر ان تضرب أعناقهم حتى إذا جاء إلى آخرهم قال النبي صلى الله عليه وسلم يا خالد كف عن الرجل قال يا رسول الله ما كان في القوم أشد على منه قال هذا جبريل يخبرني عن الله انه كان سخيا في قومه فكف عنه وأسلم الرومي * قوله تعالى (والذين جاؤوا من بعدهم) * أخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه والذين جاؤوا من بعدهم قال الذين أسلموا فعنوا أيضا عبد الله بن نبتل وأوس بن قيظي * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال الناس على ثلاثة منازل قد مضت منزلتان وبقيت منزلة فأحسن ما أنتم كائنون عليه ان تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت ثم قرأ للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم الآية ثم قال هؤلاء المهاجرون وهذه منزلة وقد مضت ثم قرأ والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم الآية ثم قال هؤلاء الأنصار وهذه منزلة وقد مضت ثم قرأ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان فقد مضت هاتان المنزلتان وبقيت هذه المنزلة فأحسن ما أنتم كائنون عليه ان تكونوا بهذه المنزلة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه والذين جاؤوا من بعدهم الآية قال أمروا بالاستغفار لهم وقد علم ما أحدثوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت أمروا ان يستغفر والأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسبوهم ثم قرأت هذه الآية والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر انه سمع رجلا وهو يتناول بعض المهاجرين فقرأ عليه للفقراء المهاجرين الآية ثم قال هؤلاء المهاجرون فمنهم أنت قال لا ثم قرأ عليه والذين تبوؤا الدار والايمان الآية ثم قال هؤلاء الأنصار أفانت منهم قال لا ثم قرأ عليه والذين جاؤوا من بعدهم الآية ثم قال أفمن هؤلاء أنت قال أرجو قال لا ليس من هؤلاء من يسب هؤلاء * وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عمر انه بلغه ان رجلا نال من عثمان فدعاه فأقعده بين يديه فقرأ عليه للفقراء المهاجرين الآية قال من هؤلاء أنت قال لا ثم قرأ والذين جاؤوا من بعدهم الآية قال من هؤلاء أنت قال لا ثم قرأ والذين جاؤوا من بعدهم الآية قال من هؤلاء أنت قال أرجو ان أكون منهم قال لا والله ما يكون منهم من يتناولهم وكان في قلبه الغل عليهم * وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش انه قرأ ربنا لا تجعل في قلوبنا غمر اللذين آمنوا * وأخرج الحكيم الترمذي والنسائي عن أنس رضي الله عنه قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يطلع الآن رجل من أهل الجنة فاطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته ماء من وضوئه معلق نعليه في يده الشمال فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فاطلع ذلك الرجل فلما قام الرجل اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاصي فقال انى لاحيت أبى فأقسمت ان لا أدخل عليه ثلاثا فان رأيت أن تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت قال نعم قال أنس فكان عبد الله بن عمرو يحدث انه بات معه ليلة فلم يره يقم من الليل شيئا غير أنه كان إذا تقلب على فراشه ذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر فيسبغ الوضوء غير انى لا أسمعه يقول الا خيرا فلما مضت الليالي الثلاث وكدت احتقر عمله قلت يا عبد الله انه لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات في ثلاث مجالس يطلع عليكم لآن رجل من أهل الجنة فاطلعت أنت تلك المرات الثلاث فأردت ان آوى إليك فانظر ما عملك فإذا ما هو
(١٩٨)