بدر من المهاجرين والأنصار فجاء ناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجلس فقاموا حيال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ثم سلموا على القوم بعد ذلك فردوا عليهم فقاموا على أرجلهم ينظرون أن يوسع لهم فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ما يحملهم على القيام فلم يفسح لهم فشق ذلك عليه فقال لمن حوله من المهاجرين والأنصار من غير أهل بدر قم يا فلان وأنت يا فلان فلم نزل يقيمهم بعدة النفر الذين هم قيام من أهل بدر فشق ذلك على من أقيم من مجلسه فنزلت هذه الآية * وأخرج البخاري ومسلم عن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه فيجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس قال ذلك في مجلس القتال وإذا قيل انشزوا قال إلى الخير والصلاة وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله وإذا قيل انشزوا قال إلى كل خير قتال عدو وأمر بمعروف أو حق ما كان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله وإذا قيل انشزوا فانشزوا يقول إذا دعيتم إلى خير فأجيبوا * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في المدخل عن ابن عباس في قوله يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات قال يرفع الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين على الذين لم يؤتوا العلم درجات * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قال تفسير هذه الآية يرفع الله الذين آمنوا منكم وأوتوا العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم درجات * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود قال ما خص الله العلماء في شئ من القرآن ما خصهم في هذه الآية فضل الله الذين آمنوا وأوتوا العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول) الآيتين * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله إذا ناجيتم الرسول الآية قال إن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه فأراد الله ان يخفف عن نبيه فلما قال ذلك امتنع كثير من الناس وكفوا عن المسألة فأنزل الله بعد هذا أأشفقتم الآية فوسع الله عليهم ولم يضيق * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والنحاس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة الآية قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ما ترى دينارا قلت لا يطيقونه قال فنصف دينار قلت لا يطيقونه قال فكم قلت شعيرة قال إنك لزهيد قال فنزلت أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات قال فبي خفف الله عن هذه الأمة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي قال ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت وما كانت الا ساعة يعنى آية النجوى * وأخرج سعيد بن منصور وابن راهويه وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن علي قال إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي آية النجوى يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت كلما ناجيت النبي صلى الله عليه وسلم قدمت بين يدي درهما ثم نسخت فلم يعمل بها أحد فنزلت أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقدموا صدقة فلم يناجه الا علي بن أبي طالب فإنه قد قدم دينارا فتصدق به ثم ناجى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن عشر خصال ثم نزلت الرخصة * وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد قال كان من ناجى النبي صلى الله عليه وسلم تصدق بدينار وكان أول من صنع ذلك علي بن أبي طالب ثم نزلت الرخصة فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال إن الأغنياء كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيكثرون مناجاته ويغلبونه الفقراء على المجالس حتى كره النبي صلى الله عليه وسلم طول جلوسهم ومناجاتهم فامر الله بالصدقة عند المناجاة فاما أهل العسرة فلم يجدوا شيئا وكان ذلك عشر ليال وأما أهل الميسرة فمنع بعضهم ماله وحبس نفسه الا طوائف منهم جعلوا يقدمون الصدقة بين يدي النجوى ويزعمون انه لم يفعل ذلك غير رجل من المهاجرين من أهل بدره فأنزل الله أأشفقتم الآية * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند فيه ضعف عن سعد بن أبي وقاص قال نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة
(١٨٥)