رجل فوعظنا وقال أنتم قراء هذه البلد والله ليطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب * قوله تعالى (والذين آمنوا بالله ورسله) الآية * أخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فر بدينه من أرض إلى أرض مخافة الفتنة على نفسه ودينه كتب عند الله صديقا فإذا مات قبضه الله شهيدا وتلا هذه الآية والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ثم قال والفارون بدينهم من أرض إلى أرض يوم القيامة مع عيسى بن مريم في درجته في الجنة * وأخرج ابن جرير عن البراء بن عازب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مؤمنو أمتي شهداء ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن الرجل ليموت على فراشه وهو شهيد ثم تلا والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه انه قال يوما وهم عنده كلكم صديق وشهيد قيل له ما تقول يا أبا هريرة قال أقرؤا والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم * وأخرج عبد الرزاق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال انما الشهيد الذي لو مات على فراشه دخل الجنة يعنى الذي يموت على فراشه ولا ذنب له * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال كل مؤمن صديق وشهيد ثم تلا والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون قال كل مؤمن صديق ثم قرأ والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون قال هذه مفصولة والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون قال هذه مفصولة سماهم صديقين ثم قال والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم * وأخرج عبد الرزاق عبد بن حميد وابن المنذر عن مسروق قال هي للشهداء خاصة * وأخرج ابن حبان عن عمرو بن ميمون الجهني قال جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت ان شهدت ان لا إله إلا الله وانك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فممن أنا قال من الصديقين والشهداء * قوله تعالى (وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان قال صار الناس إلى هذين الحرفين في الآخرة * قوله تعالى (ما أصاب من مصيبة) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم يقول في الدنيا ولا في الدين الا في كتاب من قبل ان نبرأها قال نخلقها لكي لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا ولا تفرحوا بما آتاكم منها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ما أصاب من مصيبة الآية قال هو شئ قد فرغ منه من قبل ان تبرأ الأنفس * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبي حسان رجلين دخلا على عائشة فقالا ان أبا هريرة يحدث ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول انما الطيرة في الدابة والمرأة والدار فقالت والذي أنزل القرآن على أبى القاسم ما هكذا كان يقول ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان أهل الجاهلية يقولون انما الطيرة في المرأة والدابة والدار ثم قرأت ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن الحسن انه سئل عن هذه الآية فقال سبحان الله من يشك في هذا كل مصيبة في السماء والأرض ففي كتاب من قبل ان تبرأ النسمة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله لكي لا تأسوا على ما فاتكم الآية قال ليس أحد الا وهو يحزن ويفرح ولكن ان أصابته مصيبة جعلها صبرا وان أصابه خير جعله شكرا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها يريد مصائب المعاش ولا يريد مصائب الدين انه قال لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم وليس عن مصائب الدين أمرهم ان يأسوا على السيئة ويفرحوا بالحسنة * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال إنه ليقضى بالسيئة في السماء وهو كل يوم في شان ثم يضرب لها أجل فيحبسها
(١٧٦)