الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٥
ضحكت وأعجبك الذي قيل فيها قال لعله يكون قد كان بعض ذلك فأنزل الله في شأنه ولا يأتل أولو الفضل الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن محمد بن سيرين قال حلف أبو بكر في يتيمين كانا في حجره كانا فيمن خاض في أمر عائشة أحدهما مسطح بن أثاثة قد شهد بدرا فحلف لا يصلهما ولا يصيبا منه خيرا فنزلت هذه الآية ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة الآية قال كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رموا عائشة بالقبيح وأفشوا ذلك وتكلموا فيها فاقسم ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر ان لا يتصدقوا على رجل تكلم بشئ من هذا ولا يصلوه قال لا يقسم أولو الفضل منكم والسعة ان يصلوا أرحامهم وان يعطوهم من أموالهم كالذي كانوا يفعلون قبل ذلك فامر الله ان يغفر لهم وان يعفو عنهم * وأخرج ابن المنذر عن أبي سلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقض مال من صدقة قط تصدقوا ولا عفا رجل عن مظلمة الا زاده الله عزا فاعفوا يعزكم الله ولا فتح رجل على نفسه باب مسألة يسأل الناس الا فتح الله له باب فقر الا ان العفة خير * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا في ذم الغضب والخرائطي في مكارم الأخلاق والحاكم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي وائل قال رأيت عبد الله أتاه رجل برجل نشوان فأقام عليه الحد ثم قال للرجل الذي جاء به ما أنت منه قال عمه قال ما أحسنت الأدب ولا سترته وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون ان يغفر الله لكم الآية ثم قال عبد الله انى لأذكر أول رجل قطعه النبي صلى الله عليه وسلم أتى رجل فلما أمر به لتقطع يده كاتما سف وجهه رمادا فقيل يا رسول الله كان هذا شق عليك قال لا ينبغي ان تكونوا للشيطان عونا على أخيكم فإنه لا ينبغي للحاكم إذا انتهى إليه حد الا أن يقيمه وان الله عفو يحب العفو ثم قرأ وليعفوا وليصفحوا ألا أتحبون ان يغفر الله لكم * قوله تعالى (ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال نزلت في عائشة خاصة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن خصيف قال قلت لسعيد بن جبير أنما أشد الزنا أم القذف قال الزنا قلت إن الله يقول إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال انما أنزل هذا في شان عائشة خاصة * وأخرج الطبراني عن الضحاك قال نزلت هذه الآية في عائشة خاصة ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال انما عنى بهذا نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي الجوزاء ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال هذه لأمهات المؤمنين خاصة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سلمة بن نبيط ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال هن نساء النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس انه قرأ سورة النور ففسرها فلما أتى على هذه الآية ان الذين يرمون المحصنات الغافلات قال هذه في عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجعل لمن فعل ذلك توبة وجعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة ثم قرأ والذين يرمون المحصنات ثم لم باتوا بأربعة شهداء إلى قوله الا الذين تابوا الآية ولم يجعل لمن قذف امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم توبة ثم تلا هذه الآية لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم فهم بعض القوم ان يقوم إلى ابن عباس فيقبل رأسه لحسن ما فسر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة قالت رميت بما رميت به وأنا غافلة فبلغني بعد ذلك فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي جالس إذ أوحى إليه وهو جالس ثم استوى فمسح على وجهه وقال يا عائشة أبشري فقلت بحمد الله لا بحمدك فقرأ ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات حتى بلغ أولئك مبرؤون مما يقولون * قوله تعالى (يوم تشهد عليهم ألسنتهم) الآية * أخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبي سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله فجحد وخاصم فيقال هؤلاء جيرانك يشهدون عليك فيقول كذبوا فيقال أهلك وعشيرتك فيقول كذبوا فيقال احلفوا فيحلفون ثم يصمتهم الله وتشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم ثم يدخلهم النار
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست