الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٥٣
منهم ما شاء الله ثم يدركهم عفو الله وتجاوزه * وأخرج عبد بن حميد عن كعب في قوله جنات عدن يدخلونها قال دخلوها ورب الكعبة فأخبر الحسن بذلك فقال أبت والله ذلك عليهم الواقعة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن الحارث ان ابن عباس سال كعبا عن قوله ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الآية قال نجوا كلهم ثم قال تحاكت مناكبهم ورب الكعبة ثم أعطوا الفضل بأعمالهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن الحنفية قال أعطيت هذه الأمة ثلاثا لم يعطها أمة كانت قبلها منهم ظالم لنفسه مغفور له ومنهم مقتصد في الجنان ومنهم مسابق بالمكان الأعلى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه قال هم أصحاب المشأمة ومنهم مقتصد قال هم أصحاب الميمنة ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله قال هم السابقون من الناس كلهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ذلك هو الفضل الكبير قال ذاك من نعمة الله * وأخرج الترمذي والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا فقال إن عليهم التيجان ان أدنى لؤلؤة منها لتضئ ما بين المشرق والمغرب * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أهل الجنة حين دخلوا الجنة وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن قال هم قوم كانوا في الدنيا يخافون الله ويجتهدون له في العبادة سرا وعلانية وفي قلوبهم حزن ومن ذنوب قد سلفت منهم فهم خائفون ان لا يتقبل منهم هذا الاجتهاد من الذنوب التي سلفت فعندها قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور غفر لنا العظيم وشكر لنا القليل من أعمالنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن قال حزن النار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله الذي أذهب عنا الحزن قال ما كانوا يعملون * وأخرج الحاكم وأبو نعيم وابن مردويه عن صهيب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المهاجرون هم السابقون المدلون على ربهم والذي نفس محمد بيده انهم ليأتون يوم القيامة على عواتقهم السلاح فيقرعون باب الجنة فتقول لهم الخزنة من أنتم فيقولون نحن المهاجرون فتقول لهم الخزنة هل حوسبتم فيجثون على ركبهم ويرفعون أيديهم إلى السماء فيقولون أي رب أبهذه نحاسب قد خرجنا وتركنا الاهل والمال والولد فيمثل الله لهم أجنحة من ذهب مخوصة بالزبرجد والياقوت فيطيرون حتى يدخلوا الجنة فذلك قوله وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إلى قوله ولا يمسنا فيها لغوب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلهم بمنازلهم في الجنة أعرف منهم بمنازلهم في الدنيا * وأخرج ابن المنذر عن شمر بن عطية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث دخلوا الجنة قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن قال حزنهم هو الحزن * وأخرج ابن أبي حاتم عن شمر بن عطية رضي الله عنه في قوله الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن قال الجوع * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه في قوله الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن قال طلب الخبز في الدنيا فلا نهتم له كاهتمامنا له في الدنيا طلب الغداء والعشاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال ينبغي لمن يحزن ان يخاف ان لا يكون من أهل الجنة لانهم قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وينبغي لمن يشفق ان يخاف ان لا يكون من أهل الجنة لانهم قالوا انا كنا قبل في أهلنا مشفقين * وأخرج سعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن شمر بن عطية رضي الله عنه في قوله الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن قال حزن الطعان ان ربنا لغفور شكور قال غفر لهم الذنوب التي عملوها وشكر لهم الخير الذي دلهم عليه فعملوا به فانا بهم عليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي رافع رضي الله عنه قال يأتي يوم القيامة العبد بدواوين ثلاثة بديوان فيه النعم وديوان فيه ذنوبه وديوان فيه حسناته فيقال لأصغر نعمة عليه قومي فاستوفى ثمنك من حسناته فتقوم فتستوهب تلك النعمة حسناته كلها وتبقى بقية النعم عليه وذنوبه كاملة فمن ثم يقول العبد إذا أدخله الله الجنة ان ربنا لغفور شكور * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان ربنا لغفور شكور يقول غفور لذنوبهم
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»
الفهرست