الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٠١
وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن قتادة رضي الله عنه قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم زينب وهو يريدها لزيد رضي الله عنه فظنت انه يريدها لنفسه فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت فأنزل الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا الآية فرضيت وسلمت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا الآية قال زينب بنت جحش وكراهتها زيد بن حارثة حين أمرها به محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب رضي الله عنها انى أريد أن أزوجك زيد بن حارثة فإني قد رضيته لك قالت يا رسول الله لكني لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قومي وبنت عمتك فلم أكن لأفعل فنزلت هذه الآية وما كان لمؤمن يعنى زيدا ولا مؤمنة يعنى زينب إذا قضى الله ورسوله أمرا يعنى النكاح في هذا الموضع ان تكون لهم الخيرة من أمرهم يقول ليس لهم الخيرة من أمرهم خلاف ما أمر الله به ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا قالت قد أطعتك فاصنع ما شئت فزوجها زيدا ودخل عليها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت أول امرأة هاجرت من النساء فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فزوجها زيد بن حارثة فسخطت هي وأخوها وقالت انما أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها عبده فنزلت * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن طاوس أنه سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن ركعتين بعد العصر فنهاه وقال ابن عباس رضي الله عنهما وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم * قوله تعالى (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه) * أخرج البزار وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال جاء العباس وعلي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله جئناك لتخبرنا أي أهلك أحب إليك قال أحب أهلي إلى فاطمة قالا ما نسألك عن فاطمة قال فأسامة بن زيد الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه قال على رضي الله عنه ثم من يا رسول الله قال ثم أنت ثم العباس فقال العباس رضي الله عنه يا رسول الله جعلت عمك آخرا قال إن عليا سبقك بالهجرة * وأخرج عبد ابن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ان هذه الآية وتخفى في نفسك ما الله مبديه نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه قال جاء زيد ابن حارثة رضي الله عنه يشكو زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اتق الله وامسك عليك زوجك فنزلت وتخفى في نفسك ما الله مبديه قال أنس رضي الله عنه فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه الآية فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أولم على امرأة من نسائه ما أولم عليها ذبح شاة فلما قضى زيد منها وطرا زوجناها فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات * وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي وأبو يعلى وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد اذهب فاذكرها على فانطلق قال فلما رأيتها عظمت في صدري فقلت يا زينب أبشري أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك قالت ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربى فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليها بغير اذن ولقد رأيتنا حين دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا عليها الخبز واللحم فخرج الناس وبقى رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته فجعل يتبع حجر نسائه يسلم عليهن ويقولن يا رسول الله كيف وجدت أهلك فما أدرى أنا أخبرته ان القوم قد خرجوا أو أخبر فانطلق حتى دخل البيت فذهبت ادخل معه فألقى الستر بيني وبينه فنزل الحجاب ووعظ القوم بما وعظوا به لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم الآية * وأخرج ابن سعد والحاكم عن محمد ابن يحيى بن حيان رضي الله عنه قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد انما يقال له زيد بن محمد فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجئ لبيت زيد بن حارثة يطلبه فلم يجده وتقوم إليه
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست