الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣١٧
والتوحيد لله لا يقبل منهم حتى يقولوه ويقروا به والشرائع تختلف في التوراة شريعة وفى الإنجيل شريعة وفى القرآن شريعة حلال وحرام فهذا كله في الاخلاص لله وتوحيد الله * قوله تعالى (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال قالت اليهود ان الله عز وجل صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة فقال الله تكذيبا لهم بل عباد مكرمون أي الملائكة ليس كما قالوا بل هم عباد أكرمهم الله بعبادته لا يسبقونه بالقول يثنى عليهم ولا يشفعون قال لا تشفع الملائكة يوم القيامة الا لمن ارتضى قال لأهل التوحيد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله الا لمن ارتضى قال لمن رضى عنه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله الا لمن ارتضى قال قول لا إله إلا الله * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الا لمن ارتضى قال الذين ارتضاهم لشهادة ان لا إله إلا الله * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله ولا يشفعون الا لمن ارتضى فقال إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي * وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بي مررت بجبريل وهو بالملأ الأعلى ملقى كالحلس البالي من خشية الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ومن يقل منهم يعنى من الملائكة انى اله من دونه قال ولم يقل ذلك أحد من الملائكة الا إبليس دعا إلى عبادة نفسه وشرع الكفر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ومن يقل منهم انى اله من دونه الآية قال انما كانت هذه خاصة لإبليس * قوله تعالى (أولم ير الذين كفروا ان السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) * أخرج الفريابي وعبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كانتا رتقا ففتقناهما قال فتقت السماء بالغيث وفتقت الأرض بالنبات * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كانتا رتقا قال لا يخرج منهما شئ ففتقناهما قال فتقت السماء بالمطر وفتقت الأرض بالنبات * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا أتاه فسأله عن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما قال اذهب إلى ذلك الشيخ فاسأله ثم تعال فأخبرني ما قال فذهب إلى ابن عباس فسأله قال نعم كانت الأرض رتقاء لا تمطر وكانت الأرض رتقاء لا تنبت فلما خلق الله الأرض فتق هذه بالمطر وفتق هذه بالنبات فرجع الرجل إلى ابن عمر فأخبره فقال ابن عمر الآن علمت أن ابن عباس قد أوتى في القرآن علما صدق ابن عباس هكذا كانت * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله كانتا رتقا قال ملتصقتين * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة قال سئل ابن عباس عن الليل كان قبل أم النهار قال الليل ثم قرأ ان السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما فهل تعلمون كان بينهما الا ظلمة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله كانتا رتقا ففتقناهما قال فتق من الأرض ست أرضين معها فتلك سبع أرضين بعضهن تحت بعض ومن السماء سبع سماوات منها معها فتلك سبع سماوات بعضهن فوق بعض ولم تكن الأرض والسماء مماستين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله كانتا رتقا ففتقناهما قال كانت السماء واحدة ففتق منها سبع سماوات وكانت الأرض واحدة ففتق منها سبع أرضين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة في قوله كانتا رتقا ففتقناهما قال كانتا جمعا ففصل الله بينهما بهذا الهواء * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال كانت السماوات والأرضون ملتزقتين فلما رفع الله السماء وابتزها من الأرض فكان فتقها الذي ذكر الله * قوله تعالى (وجعلنا من الماء كل شئ حي) * أخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله انى إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شئ قال كل شئ خلق من الماء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي العالية
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست