الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٧٩
الله صلى الله عليه وسلم ما عال مقتصد قط * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن شبيب رضي الله عنه قال يقال حسن التدبير مع العفاف خير من الغنى مع الاسراف * وأخرج البيهقي عن مطرف رضي الله عنه قال خير الأمور أوسطها * وأخرج الديلمي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التدبير نصف المعيشة والتودد نصف العقل والهم نصف الهرم وقلة العيال أحد اليسارين * وأخرج أحمد في لزهد عن يونس بن عبيد رضي الله عنه قال كان يقال التودد إلى الناس نصف العقل وحسن المسألة نصف العلم والاقتصاد في المعيشة يلقى عنك نصف المؤنة * قوله تعالى (ان ربك يبسط الرزق) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال ثم أخبرنا كيف يصنع بنا فقال إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ثم أخبر عباده انه لا يرزؤه ولا يؤده أن لو بسط الرزق عليهم ولكن نظر الهم منه فقال تبارك وتعالى ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء انه بعباده خبير بصير قال والعرب إذا كان الخصب وبسط عليهم أسروا وقتل بعضهم بعضا وجاء الفساد وإذا كان السنة شغلوا عن ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر قال ينظر له فان كان الغنى خيرا له أغناه وان كان الفقر خيرا له أفقره * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر قال يبسط لهذا مكرا به ويقدر لهذا نظرا له * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد قال كل شئ في القرآن يقدر فمعناه يقال * قوله تعالى (ولا تقتلوا أولادكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق أي خشية الفاقة وكان أهل الجاهلية يقتلون البنات خشية الفاقة فوعظهم الله في ذلك وأخبرهم أن رزقهم ورزق أولادهم على الله فقال نحن نرزقهم وإياكم ان قتلهم كان خطأ كبيرا أي اثما كبيرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله خشية إملاق قال مخافة الفاقة والفقر * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله خشية إملاق قال مخافة الفقر قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول وإني على الاملاق يا قوم ماجد * أعد لأضيافي الشواء المطهيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله خطأ قال خطيئة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه انه قرأ خطأه كبيرا مهموزة من قبل الخطا والصواب * وأخرج أحمد وأبو يعلى عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات اتقى الله وقام عليهن كان معي في الجنة هكذا وأشار بأصابعه الأربع * وأخرج أحمد وابن منيع عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كن له ثلاث بنات يمونهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة البتة قيل يا رسول الله فان كن اثنتين قال وان كن اثنتين * وأخرج أحمد والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن الا دخل الجنة * وأخرج أحمد والطبراني والحاكم عن سراقة بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا سراقة الا أدلك على أعظم الصدقة قال بلى يا رسول الله قال إن ابنتك مردودة إليك ليس لها كاسب غيرك * قوله تعالى (ولا تقربوا الزنا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله ولا تقربوا الزنا قال يوم نزلت هده الآية لم تكن حدود فجاءت بعد ذلك الحدود في سورة النور * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أبي بن كعب رضي الله عنه انه قرأ ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا الا من تاب فان الله كان غفورا رحيما فذكر لعمر رضي الله عنه فاتاه فسأله فقال أخذتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لك عمل الا الصفق بالبقيع * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة قال قتادة عن الحسن رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا يزنى العبد حين يزنى وهو مؤمن ولا ينتهب حين ينتهب وهو مؤمن من لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يغل حين يغل وهو مؤمن قيل يا رسول الله والله ان كنا لنرى انه يأتي ذلك وهو مؤمن فقال
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست