الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٢٨
قال لا تهذوا القرآن كهذا الشعر ولا تنثره ونثر الدقل وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال إن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله تبيانا لكل شئ قال مما أمروا به ونهوا عنه * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي رضي الله عنه في قوله ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ قال بالسنة * قوله تعالى (ان الله يأمر بالعدل والاحسان) * أخرج أحمد عن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شخص بصره فقال أتاني جبريل فأمرني ان أضع هذه الآية بهذا الموضع من السورة ان الله يأمر بالعدل والاحسان إلى قوله تذكرون * وأخرج أحمد والبخاري في الأدب وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته جالسا إذ مر به عثمان بن مظعون رضي الله عنه فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هو يحدثه إذ شخص بصره إلى السماء فنظر ساعة إلى السماء فاخذ يضع بصره حتى وضعه على يمينه في الأرض فتحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جليسه عثمان إلى حيث وضع رأسه فاخذ ينفض رأسه كأنه يستفقه ما يقال له فلما قضى حاجته شخص بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما شخص أول مرة فاتبعه بصره حتى توارى في السماء فاقبل إلى عثمان كجلسته الأولى فسأله عثمان رضي الله عنه فقال أتاني جبريل آنفا قال فما قال لك قال إن الله يأمر بالعدل والاحسان إلى قوله تذكرون قال عثمان رضي الله عنه فذلك حين استقر الايمان في قلبي وأحببت محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج الباوردي وابن السكن وابن منده وأبو نعيم في معرفة الصحابة عن عبد الملك بن عمير رضي الله عنه قال بلغ أكتم بن صيفي مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يأتيه فأتى قومه فانتدب رجلين فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا نحن رسل أكتم يسألك من أنت وما جئت به فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنا محمد بن عبد الله عبد الله ورسوله ثم تلا عليهم هذه الآية ان الله يأمر بالعدل والاحسان إلى تذكرون قالوا ردد علينا هذا القول فردده عليهم حتى حفظوه فأتيا أكتم فأخبراه فلما سمع الآية قال انى أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا في هذا الامر رؤسا ولا تكونوا فيه أذنابا ورواه الأموي في مغازيه وزاد فركب متوجها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق قال ويقال نزلت فيه هذه الآية ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان الله يأمر بالعدل قال شهادة ان لا إله إلا الله والاحسان قال أداء الفرائض وإيتاء ذي القربى قال اعطاء ذوي الرحم الحق الذي أوجبه الله عليك بسبب القرابة والرحم وينهى عن الفحشاء قال الزنا والمنكر قال الشرك والبقى قال الكبر والظلم يعظكم قال يوصيكم لعلكم تذكرون * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب ومحمد بن نصر في الصلاة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أعظم آية في كتاب الله تعالى الله لا إله الا هو الحي القيوم وأجمع آية في كتاب الله للخير والشر الآية التي في النحل ان الله يأمر بالعدل والاحسان وأكثر آية في كتاب الله تفويضا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وأشد آية في كتاب الله رجاء يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضي الله عنه انه قرأ هذه الآية ان الله يأمر بالعدل والاحسان إلى آخرها ثم قال إن الله عز وجل جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة فوالله ما ترك العدل والاحسان من طاعة الله شيئا الا جمعه ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي عن معصية الله شيئا الا جمعه * وأخرج ابن النجار في تاريخه من طريق العكلي عن أبيه قال مر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوم يتحدثون فقال فيم أنتم فقالوا نتذاكر المروءة فقال أو ما كفاكم الله عز وجل ذاك في كتابه إذ يقول الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان فالعدل الانصاف والاحسان التفضل فما بقى بعد هذا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان الله يأمر بالعدل والاحسان الآية قال ليس من خلق
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست