الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٨١
في الدنيا لا يتبعهم فيها مأثم يوم القيامة * واخرج وكيع في الغرر عن عائشة انها سئلت عن مقانع القز فقالت ما حرم الله شيئا من الزينة * واخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن الضحاك قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة قال المشركون يشاركون المؤمنين في زهرة الدنيا وهي خالصة يوم القيامة للمؤمنين دون المشركين * واخرج أبو الشيخ عن ابن عباس والطيبات من الرزق قال الودك واللحم والسمن * واخرج أبو الشيخ عن ابن زيد قال كان قوم يحرمون من الشاة لبنها ولحمها وسمنها فأنزل الله قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قال والزينة الثياب * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والطيبات من الرزق قال هو ما حرم أهل الجاهلية عليهم في أموالهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان أهل الجاهلية يحرمون أشياء أحلها الله من الثياب وغيرها وهو قول الله قل أرأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا وهو هذا فأنزل الله قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا يعنى شارك المسلمون الكفار في الطيبات في الحياة الدنيا فأكلوا من طيبات طعامها ولبسوا من جياد ثيابها ونكحوا من صالح نسائها ثم يخلص الله الطيبات في الآخرة للذين آمنوا وليس للمشركين فيها شئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال الزينة تخلص يوم القيامة لمن آمن في الدنيا * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم قال سمعت الحجاج بن يوسف يقرأ قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة بالرفع قال عاصم ولم يبصر الحجاج إعرابها وقرأها عاصم بالنصب خالصة * قوله تعالى (قل انما حرم ربى الفواحش) الآية * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله قل انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن قال ما ظهر العرية وما بطن الزنا كانوا يطوفون بالبيت عراة * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد أغير من الله فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن مردويه عن المغيرة بن شعبة قال قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتعجبون من غيرة سعد فوالله لأنا أغير من سعد والله أغير منى ومن أجله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شخص أغير من الله * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله أما تغار قال والله انى لأغار والله أغير منى ومن غيرته نهى عن الفواحش * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قل انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن قال ما ظهر منها الاغتسال بغير سترة * وأخرج عبد الرزاق عن يحيى بن أبي كثير ان رجلا قال يا رسول الله انى أصبت حدا فأقمه على فجلده ثم صعد المنبر والغضب يعرف في وجهه فقال أيها الناس ان الله حرم عليكم الفواحش ما ظهر منها وما بطن فمن أصاب منها شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يرفع إلينا من ذلك شيئا نقمه عليه * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى غيور وان إبراهيم كان غيورا وما من امرئ لا يغار الا منكوس القلب * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله والاثم قال المعصية والبغي قال إن تبغى على الناس بغير حق * قوله تعالى (ولكل أمة أجل) الآية * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والخطيب في تالي التلخيص وابن النجار في تاريخه عن أبي الدرداء قال تذاكرنا زيادة العمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا من وصل رحمه أنسئ في أجله فقال إنه ليس بزائد في عمره قال الله فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ولكن الرجل يكون له الذرية الصالحة فيدعون الله له من بعده فيبلغه ذلك فذلك الذي ينسأ في أو في لفظ فيلحقه دعاؤهم في قبره فذلك زيادة العمر * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي عروبة قال كان الحسن يقول ما أحمق هؤلاء القوم يقولون اللهم أطل عمره والله يقول فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طريق الزهري عن ابن المسيب قال لما طعن عمر قال كعب لو دعا الله عمر لأخر في أجله فقيل له أليس قد قال الله فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فقال كعب وقد قال الله وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست