الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٧٠
من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ فمن ثقلت موازينه الآيتين ثم قال إن الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الأعراف * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الاخلاص عن علي بن أبي طالب قال من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة * وأخرج أبو الشيخ عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضع الميزان يوم القيامة فيوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته دخل النار * وأخرج البزار وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن أنس رفعه قال إن ملكا موكل بالميزان فيؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف بين كفتي الميزان فان ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق سعد فلان بن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا وان خفت ميزانه نادى الملك شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والآجري في الشريعة والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن عائشة انها ذكرت النار فبكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك قالت ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة قال اما في ثلاث مواطن فلا يذكر أحد أحدا حيث توضع الميزان حتى يعلم أتخف ميزانه أم تثقل وعند تطاير الكتب حين يقال هاؤم اقرؤا كتابيه حتى يعلم أين يقع كتابه أفى يمينه أم في شماله أو من وراء ظهره وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم حافتاه كلاليب كثيرة وحسك كثير يحبس الله بها من شاء من خلقه حتى يعلم أينجو أم لا * وأخرج الحاكم وصححه عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا فيقول الله لمن شئت من خلقي فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ويوضع الصراط مثل حد الموسى فتقول الملائكة من تنحى على هذا فيقول من شئت من خلقي فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك * وأخرج ابن المبارك في الزهد والآجري في الشريعة واللالكائي عن سلمان قال يوضع الميزان وله كفتان لو وضع في إحداهما السماوات والأرض ومن فيهن لوسعه فتقول الملائكة من يزن هذا فيقول من شئت من خلقي فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك * وأخرج ابن مردويه عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خلق الله كفتي الميزان مثل السماء والأرض فقالت الملائكة يا ربنا من تزن بهذا قال أزن به من شئت وخلق الله الصراط كحد السيف فقالت الملائكة يا ربنا من تجيز على هذا قال أجيز عليه من شئت * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال الميزان له لسان وكفتان يوزن فيه الحسنات والسيئات فيؤتى بالحسنات في أحسن صورة فتوضع في كفة الميزان فتثقل على السيئات فتؤخذ فتوضع في الجنة عند منازله ثم يقال للمؤمن الحق بعملك فينطلق إلى الجنة فيعرف منازله بعمله ويؤتى بالسيئات في أقبح صورة فتوضع في كفة الميزان فتخف والباطل خفيف فتطرح في جهنم إلى منازله فيها ويقال له الحق بعملك إلى النار فيأتي النار فيعرف منازله بعمله وما أعد الله له فيها من ألوان العذاب قال ابن عباس فلهم أعرف بمنازلهم في الجنة والنار بعملهم من القوم ينصرفون يوم الجمعة راجعين إلى منازلهم * وأخرج الترمذي وحسنه والبيهقي في البعث عن أنس قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال أنا فاعل قلت يا رسول الله أين أطلبك قال اطلبني أول ما تطلبني على الصراط قلت فان لم ألقك على الصراط قال فاطلبني عند الميزان قلت فان لم ألقك عند الميزان قال فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطئ هذه الثلاثة مواطن * وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه واللالكائي والبيهقي في البعث عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصاح برجل من أمتي على رؤس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر فيقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون فيقول لا يا رب فيقول أفلك عذرا وحسنة فيهاب الرجل فيقول لا يا رب فيقول بلى ان لك عندنا حسنة وانه لا ظلم عليك اليوم فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقال انك لا تظلم فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شئ
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست