الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٤٦
بعضا قال يولى الله بعض الظالمين بعضا في الدنيا يتبع بعضهم بعضا في النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا قال انما يولى الله بين الناس بأعمالهم فالمؤمن ولى المؤمن من أين كان وحيثما كان والكافر ولى الكافر من أين كان وحيثما كان ليس الايمان بالله بالتمني ولا بالتحلي ولعمري لو عملت بطاعة الله ولم تعرف أهل طاعة الله ما ضرك ذلك ولو عملت بمعصية الله وتوليت أهل طاعة الله ما نفعك ذلك شيئا * وأخرج أبو الشيخ عن منصور بن أبي الأسود قال سألت الأعمش عن قوله وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا ما سمعتهم يقولون فيه قال سمعتهم يقولون إذا فسد الناس أمر عليهم شرارهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مالك بن دينار قال قرأت في الزبور انى أنتقم من المنافق بالمنافق ثم انتقم من المنافقين جميعا وذلك في كتاب الله قول الله وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون * وأخرج الحاكم في التاريخ والبيهقي في شعب الايمان من طريق يحيى بن هاشم ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تكونون كذلك يؤمر عليكم قال البيهقي هذا منقطع ويحيى ضعيف * وأخرج البيهقي عن كعب الأحبار قال إن لكل زمان ملكا يبعثه الله على نحو قلوب أهله فإذا أراد صلاحهم بعث عليهم مصلحا وإذا أراد هلكتهم بعث عليهم مترفيهم * وأخرج البيهقي عن الحسن ان بني إسرائيل سألوا موسى فقالوا سل لنا ربك يبين لنا علم رضاه عنا وعلم سخطه فسأله فقال يا موسى أنبئهم ان رضاي عنهم ان استعمل عليهم خيارهم وان سخطي عليهم ان استعمل عليهم شرارهم * وأخرج البيهقي من طريق عبد الملك بن قريب الأصمعي ثنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال حدثت ان موسى أو عيسى قال يا رب ما علامة رضاك عن خلقك قال إن أنزل عليهم الغيث أبان زرعهم وأحبسه أبان حصادهم واجعل أمورهم إلى حلمائهم وفيتهم في أيدي سمحائهم قال يا رب فما علامة السخط قال إن أنزل عليهم الغيث أبان حصادهم وأحبسه أبان زرعهم واجعل أمورهم إلى سفهائهم وفيئهم في أيدي بخلائهم والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يا معشر الجن والإنس) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم قال ليس في الجن رسل انما رسل في الانس والنذارة في الجن وقرأ فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله رسل منكم قال رسل الرسل ولوا إلى قومهم منذرين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك انه سئل عن الجن هل كان فيهم نبي قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال ألم تسمع إلى قول الله يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يعنى بذلك ان رسلا من الانس ورسلا من الجن قالوا بلى * قوله تعالى (ولكل درجات) الآية * أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الضحاك قال الجن يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون * وأخرج ابن المنذر عن ليث قال بلغني ان الجن ليس لهم ثواب * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ليث بن أبي سليم قال مسلمو الجن لا يدخلون الجنة ولا النار وذلك أن الله أخرج أباهم من الجنة فلا يعيده ولا يعيد ولده * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي ليلى قال للجن ثواب وتصديق ذلك في كتاب الله ولكل درجات مما عملوا * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه مثله * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال الخلق أربعة فخلق في الجنة كلهم وخلق في النار كلهم وخلقان في الجنة والنار فاما الذين في الجنة كلهم فالملائكة وأما الذين في النار كلهم فالشياطين وأما الذين في الجنة والنار فالجن والانس لهم الثواب وعليهم العقاب * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني والحاكم واللالكلائي في السنة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ثعلبة الخشني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الجن على ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحه يطيرون في الهواء وصنف حياة وكلاب وصنف يحلون ويظعنون * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن قال الجن ولد إبليس والانس ولد آدم ومن هؤلاء مؤمنون ومن هؤلاء مؤمنون وهم شركاؤهم في الثواب والعقاب ومن كان من هؤلاء وهؤلاء مؤمنا فهو ولى الله ومن كان من هؤلاء وهؤلاء كافرا فهو شيطان * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أنعم قال الجن ثلاثة أصناف صنف لهم الثواب وعليهم العقاب وصنف طيارون فيما بين السماء والأرض وصنف حياة وكلاب والانس ثلاث أصناف صنف يظلهم الله بظل عرشه يوم القيامة وصنف هم كالأنعام بل هم أضل
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست