الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٣٧
عباس في قوله وخرقوا له بنين وبنات قال جعلوا له بنين وبنات * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وخرقوا قال كذبوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وخرقوا له بنين وبنات قال قالت العرب الملائكة بنات الله وقالت اليهود والنصارى المسيح وعزير ابنا الله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وخرقوا له بنين وبنات قال كذبوا له أما ليهود والنصارى فقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وأما مشركوا العرب فكانوا يعبدون اللات والعزى فيقولون العزى بنات الله سبحانه وتعالى عما يصفون أي عما يكذبون * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله وخرقوا له بنين وبنات قال وصفوا لله بنين وبنات افتراء عليه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت حسان بن ثابت يقول اخترق القول بها لاهيا * مستقبلا أشعث عذب الكلام * واخرج أبو الشيخ عن يحيى بن يعمر انه كان يقرؤها وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم خفيفة يقول جعلوا لله خلقهم * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن انه قرأ وخلقهم مثقلة يقول هو خلقهم * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في الآية قال خرقوا ما هو انما هو خرقوا خفيفة كان الرجل إذا كذب الكذبة في نادى القوم قيل خرقها * قوله تعالى (لا تدركه الابصار) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والعقيلي وابن عدي وأبو الشيخ وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله لا تدركه الابصار قال لو أن الإنس والجن والشياطين والملائكة منذ خلقوا إلى أن فنوا صفوا صفا واحدا ما أحاطوا بالله أبدا قال الذهبي هذا حديث منكر * وأخرج الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه واللالكائي في السنة عن ابن عباس قال رأى محمد ربه قال عكرمة فقلت له أليس الله يقول لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار قال لا أم لك ذاك نوره الذي هو نوره إذا تجلى بنوره لا يدركه شئ وفى لفظ انما ذلك إذا تجلى بكيفيته لم يقم له بصر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس لا تدركه الابصار قال لا يحيط بصر أحد بالله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عكرمة عن ابن عباس قال إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقال له رجل عند ذلك أليس قال الله لا تدركه الابصار فقال له عكرمة ألست ترى السماء قال بلى قال فكلها ترى * وأخرج عبد ابن حميد وأبو الشيخ عن قتادة لا تدركه الابصار قال هو أجل من ذلك وأعظم ان تدركه الابصار * وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في كتاب الرؤية عن الحسن في قوله لا تدركه الابصار قال في الدنيا وقال الحسن يراه أهل الجنة في الجنة يقول الله وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال ينظرون إلى وجه الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار يقول لا يراه شئ وهو يرى الخلائق * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن إسماعيل بن علية في قوله لا تدركه الابصار قال هذا في الدنيا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ واللالكائي من طريق عبد الرحمن بن مهدي قال سمعت أبا الحصين يحيى بن الحصين قارئ أهل مكة يقول لا تدركه الابصار قال أبصار العقول * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله لا تدركه الابصار قال قالت امرأة استشفع لي يا رسول الله على ربك قال هل تدرين على من تستشفعين انه ملا كرسيه السماوات والأرض ثم جلس عليه فما يفضل منه من كل أربع أصابع ثم قال إنه له أطيطا كأطيط الرحل الجديد فذلك قوله لا تدركه الابصار ينقطع به بصره قبل ان تبلغ ارجاء السماء زعموا ان أول من يعلم بقيام الساعة الجن تذهب فإذا أرجاؤها قد سقطت لا تجد منفذا تذهب في المشرق والمغرب واليمن والشام * قوله تعالى (قد جاءكم بصائر) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله قد جاءكم بصائر أي بينة فمن أبصر فلنفسه أي من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن عمى أي من ضل فعليها والله أعلم * قوله تعالى (وليقولوا دارست) * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس انه كان يقرأ هذا الحرف دارست بالألف مجزومة السين منتصبة التاء قال قارأت * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس درست قال قرأت وتعلمت * وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس دارست قال خاصمت جادلت تلوت
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست