الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٢٩
رجلا فبرز بهم فكان ليدعو ربكم فيما دعوا الله ان قالوا اللهم اعطنا ما لم تعطه أحدا من قبلنا ولا تعطه أحدا بعدنا فكره الله ذلك من دعائهم فاخذتهم الرجفة قال موسى لو شئت أهلكتهم من قبل أن هي الا فتنتك يقول إن هو الا عذابك تصيب به من تشاء وتصرفه عمن تشاء * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن نوف الحميري قال لما اختار موسى قومه سبعين رجلا لميقات ربه قال الله لموسى اجعل لكم الأرض مسجدا وطهورا وأجعل السكينة معكم في بيوتكم وأجعلكم تقرأون التوراة من ظهور قلوبكم فيقرؤها الرجل منكم والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير فقال موسى ان الله قد جعل لكم الأرض مسجدا وطهورا قالوا لا نريد ان نصلى الا في الكنائس قال ويجعل السكينة معكم في بيوتكم قالوا لا نريد الا كما كانت في التابوت قال ويجعلكم تقرؤن التوراة عن ظهور قلوبكم فيقرؤها الرجل منكم والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير قالوا لا نريد ان نقرأها الا نظرا قال الله فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون لزكاة إلى قوله المفلحون قال موسى أتيتك بوفد قومي فجعلت وفادتهم لغيرهم اجعلني من هذه الأمة قال إن نبيهم منهم قال اجعلني من هذه الأمة قال إنك لن تدركهم قال رب أتيتك بوفد قومي فجعلت وفادتهم لغيرهم قال فأوحى الله إليه ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون قال فرضى موسى قال نوف ألا تحمدون ربا شهد غيبتكم وأخذ لكم بسمعكم وجعل وفادة غيركم لكم * واخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن نوف البكالي ان موسى لما اختار من قومه سبعين رجلا قال لهم فدوا إلى الله وسلوه فكانت لموسى مسألة ولهم مسألة فلما انتهى إلى الطور المكان الذي وعده الله به قال لهم موسى سلوا الله قالوا أرنا الله جهرة قال ويحكم تسألون الله هذا مرتين قال هي مسئلتنا أرنا الله جهرة فاخذتهم الرجفة فصعقوا فقال موسى أي رب جئتك بسبعين من خيار بني إسرائيل فارجع إليهم وليس معي منهم أحد فكيف أصنع ببني إسرائيل أليس يقتلوني فقيل له سل مسألتك قال أي رب انى أسالك ان تبعثهم فبعثهم الله فذهبت مسألتهم ومسألته وجعلت تلك الدعوة لهذه الأمة * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي سعيد الرقاشي في قوله واختار موسى قومه سبعين رجلا قال كانوا قد جاوزوا الثلاثين ولم يبلغوا الأربعين وذلك أن من جاوز الثلاثين فقد ذهب جهله وصباه ومن بلغ الأربعين لم يفقد من عقله شيئا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا قال لتمام الموعد وفى قوله فلما أخذتهم الرجفة قال ماتوا ثم أحياهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي العالية في قوله ان هي الا فتنتك قال بليتك * واخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ان هي الا فتنتك قال مشيئتك * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال قال موسى يا رب ان هذا السامري أمرهم ان يتخذوا العجل أرأيت الروح من نفحها فيه قال الرب انا قال رب فأنت إذا أضللتهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن راشد بن سعد أن موسى لما أتى ربه لموعده قال يا موسى ان قومك افتتنوا من بعدك قال يا رب وكيف يفتنون وقد أنجيتهم من فرعون ونجيتهم من البحر وأنعمت عليهم قال يا موسى انهم اتخذوا من بعدك عجلا جسدا له خوار قال يا رب فمن جعل فيه الروح قال أنا قال فأنت أضللتهم يا رب قال يا موسى يا رأس النبيين يا أبا الحكماء انى رأيت ذلك في قلوبهم فيسرته لهم * واخرج عبد بن حميد وابن أبي عمر العدني في مسنده وابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس قال إن السبعين الذين اختارهم موسى من قومه انما أخذتهم الرجفة لانهم لم يرضوا بالعجل ولم ينهوا عنه * واخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة قال ذكر لنا ان أولئك السبعين كانوا يلبسون ثياب الطهرة ثياب يغزله وينسجه العذارى ثم يتبرزون صبيحة ليلة المطر إلى البرية فيدعون الله فيها فوالله ما سال القوم يومئذ شيئا الا أعطاه الله هذه الأمة * وأخرج أبو الشيخ عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن ان السبعين الذين اختار موسى من قومه كانوا يعرفون بخضاب السواد * قوله تعالى (واكتب لنا) الآية * اخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس في قوله واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفى الآخرة قال فلم يعطها موسى قال عذابي أصيب به من أشاء إلى قوله المفلحون * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفى الآخرة قال فكتب الرحمة يومئذ لهذه الأمة * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة قال مغفرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله انا هدنا إليك قال تبنا إليك * واخرج ابن أبي شيبة
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست