الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٢٦
فقال الله عز وجل قل لهم لا تظالموا في المواريث ولا يدخلن عليكم عبد بيتا حتى يستأذن وليتوضأ من الطعام ما يتوضأ للصلاة فاستخفوه يسيرا ثم انهم لم يقوموا بها قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك تقبلوا لي بست أتقبل لكم بالجنة من حدث فلا يكذب ومن وعد فلا يخلف ومن ائتمن فلا يخون احفظوا أيديكم وأبصاركم وفروجكم * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال قرأت في التوراة من يزدد علما يزدد وجفا وقال مكتوب في التوراة من كان له جار يعمل بالمعاصي فلم ينهه فهو شريكه * وأخرج أحمد عن قتادة قال إن في التوراة مكتوبا يا ابن آدم تذكرني وتنساني وتدعو إلى وتفر منى وأرزقك وتعبد غيري * وأخرج عبد الله ابنه عن الوليد بن عمر قال بلغني انه مكتوب في التوراة ابن آدم حرك يديك افتح لك بابا من الرزق وأطعني فيما آمرك فما أعلمي بما يصلحك * وأخرج عبد الله عن عقبة بن زينب قال في التوراة مكتوب لا تتوكل على ابن آدم فان ابن آدم لليس ولكن توكل على الحي الذي لا يموت وفى التوراة مكتوب مات موسى كليم الله فمن ذا الذي لا يموت * وأخرج أحمد عن وهب بن منبه قال وجدت فيما أنزل الله على موسى ان من أحب الدنيا أبغضه الله ومن أبغض الدنيا أحبه الله ومن أكرم الدنيا أهانه الله ومن أهان الدنيا أكرمه الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن عروة قال مكتوب في التوراة ليكن وجهك بسطا وكلمتك طيبة تكن أحب الناس من الذين يعطونهم العطاء * وأخرج ابن أبي شيبة عن عروة قال بلغني انه مكتوب في التوراة كما ترحمون ترحمون * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال والذي فلق البحر لبني إسرائيل في التوراة مكتوب يا ابن آدم اتق ربك وابرر والديك وصل رحمك أمد لك في عمرك وأيسر لك يسرك واصرف عنك عسرك * وأخرج ابن أبي شيبة عن كردوس الثعلبي قال مكتوب في التوراة اتق توقه انما التوقي في التقوى ارحموا ترحموا توبوا يتاب عليكم * وأخرج الحكيم في نوادر الأصول عن أبي الجوزاء قال قرأت في التوراة ان سرك ان تحيا وتبلغ علم اليقين فاحتمل في كل حين ان تغلب شهوات الدنيا فان من يغلب شهوات الدنيا يفرق الشيطان من ظله * وأخرج الطبراني في السنة وأبو الشيخ عن كعب قال لما أراد الله أن يكتب لموسى التوراة قال يا جبريل ادخل الجنة فائتني بلوحين من شجرة الجنة فدخل جبريل الجنة فاستقبلته شجرة من شجر الجنة من ياقوت الجنة فقطع منها لوحين فتابعته على ما أمره الرحمن تبارك وتعالى فأتى بهما الرحمن فأخذهما بيده فعاد اللوحان نورا لما مسهما الرحمن تبارك وتعالى وتحت العرش نهر يجرى من نور لا يدرى حملة العرش أين يجئ ولا أين يذهب منذ خلق الله الخلق فلما استمد منه الرحمن جف فلم يجر فلما كتب لموسى التوراة بيده ناول اللوحين موسى فلما أخذهما موسى عاد حجارة فلما رجع إلى بني إسرائيل والى هارون وهو مغضب أخذ بلحيته ورأسه يجره إليه فقال له هارون يا ابن آدم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ومع ذلك انى خفت ان آتيك فتقول فرقت بين بني إسرائيل ولم تنتظر قولي فاستغفر موسى ربه تبارك وتعالى واستغفر لأخيه وقد تكسرت الألواح لما ألقاها من يده * وأخرج أحمد في الزهد عن كعب الأحبار ان موسى عليه السلام كان يقول في دعائه اللهم لين قلبي بالتوراة ولا تجعل قلبي قاسيا كالحجر * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال سأل موسى جماعا من العمل فقيل له انظر ما تريد ان يصاحبك به الناس فصاحب الناس به * قوله تعالى (فخذها بقوة) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس فخذها بقوة قال بجد وحزم سأريكم دار الفاسقين قال دار الكفار * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس فخذها بقوة قال بجد وأمر قومك يأخذوا بأحسنها قال أمر موسى ان يأخذها باشد مما أمر به قومه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فخذها بقوة قال إن الله تعالى يحب ان يؤخذ أمره بقوة وحد * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الربيع ابن أنس في قوله فخذها بوقة قال بطاعة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله فخذها بقوة يعنى بجد واجتهاد وأمر قومك يأخذوا بأحسنها قال بأحسن ما يجدون منها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله سأريكم دار الفاسقين قال مصيرهم في الآخرة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله دار الفاسقين قال منازلهم في الدنيا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله سأريكم دار الفاسقين قال جهنم * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست