الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٥٠
شئ صقالة وان صقالة القلوب ذكر الله وما من شئ أنجى من عذاب الله من ذكر الله قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع * وأخرج البزار والطبراني والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عجز منكم عن الليل ان يكابده وبخل بالمال ان ينفقه وحين غدر العدوان يجاهده فليكثر ذكر الله * وأخرج الطبراني في الأوسط عن جابر رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ما عمل آدمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله الا ان يضرب بسيفه حتى ينقطع * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر والطبراني والبيهقي عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع من أعطيهن فقد أعطى خير الدنيا والآخرة قلب شاكر ولسان ذاكر وبدن على البلاء صابر وزوجة لا تبغيه خونا في نفسها وماله * وأخرج ابن حبان عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليذكرن الله أقوام في الدنيا على الفرش الممهدة يدخلهم الله الدرجات العلى * وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي عن أبي موسى قال قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي يذكر ربه وللذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم وليلة الا ولله عز وجل فيه صدقة من بها على من يشاء من عباده وما من الله على عبد بأفضل من أن يلهمه ذكره * وأخرج ابن أبي شيبة عن خالد بن معدان قال إن الله يتصدق كل يوم بصدقة فما تصدق على عبده بشئ أفضل من ذكره * وأخرج الطبراني عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن رجلا في حجره دراهم يقسمها وآخر يذكر الله لكان الذاكر لله أفضل * وأخرج الطبراني والبيهقي عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس يتحسر أهل الجنة الا على ساعة مرت بهم لم يذكر الله تعالى فيها * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عائشة انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها بخير الا تحسر عليها يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة والبيهقي عن أبي هريرة وأبى سعيد انهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لا يقعد قوم يذكرون الله الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة وأبى سعيد قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لأهل ذكر الله أربعا ينزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة وتحف بهم الملائكة ويذكرهم الرب في ملا عنده * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يقول أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه * وأخرج الحاكم وصححه عن أنس مرفوعا قال الله عبدي أنا عند ظنك بي وأنا معك إذا ذكرتني * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن عمر قال ذكر الله بالغداة والعشي أعظم من حطم السيوف في سبيل الله واعطاء المال سخاء * وأخرج ابن أبي شيبة عن معاذ بن جبل قال لو أن رجلين أحدهما يحمل على الجياد في سبيل الله والآخر يذكر الله لكان الذاكر أعظم وأفضل أجرا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن سلمان الفارسي قال لو بات رجل يعطى القنات البيض ولفظ أحمد يطاعن الاقران وبات آخر يقرأ القرآن أو يذكر الله لرأيت ان ذاكر الله أفضل * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر ولو أن رجلين أقبل أحدهما من المشرق والآخر من المغرب مع أحدهما ذهب لا يضع منه شيئا الا في حق والآخر يذكر الله حتى يلتقيا في طريق كان الذي يذكر الله أفضلهما * وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء فيسألهم ربهم وهو يعلم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك فيقول هل رأوني فيقولون لا فيقول كيف لو رأوني فيقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا فيقول فما يسألون فيقولون يسألونك الجنة فيقول وهل رأوها فيقولون لا فيقول فكيف لو رأوها فيقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون فيقولون يتعوذون من النار فيقول وهل رأوها فيقولون لا فيقول فكيف لو رأوها فيقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست