الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٤٦
لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله ويكون الرسول عليكم شهيدا قال يشهد انهم قد آمنوا بالحق إذ جاءهم وقبلوه وصدقوا به * وأخرج عبد بن حميد عن عبيد بن عمير قال يأتي النبي صلى الله عليه وسلم باذنه ليس معه أحد فتشهد له أمة محمد انه قد بلغهم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال يقال يا نوح قد بلغت قال نعم يا رب قال فمن يشهد لك قال رب أحمد وأمته قال فكلما دعى نبي كذبه قومه شهدت له هذه الأمة بالبلاغ فإذا سئل عن هذه الأمة لم يسأل عنها الا نبيها * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن حبان بن أبي بجلة قال بلغني انه ترفع أمة محمد على كوم بين يدي الله تشهد للرسل على أممها بالبلاغ فإنما يشهد منهم يومئذ من لم يكن في قلبه إحنة على أخيه المسلم * وأخرج مسلم وأبو داود والحكيم الترمذي عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون اللعانون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة * قوله تعالى (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها) الآية * أخرج ابن جرير عن عطاء في قوله وما جعلنا القبلة التي كنت عليها قال يعنى بيت المقدس الا لنعلم من يتبع الرسول قال يبتليهم لنعلم من يسلم لامره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله الا لنعلم قال الا لنميز أهل اليقين من أهل الشك وان كانت لكبيرة يعنى تحويلها على أهل الشك والريب * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال بلغني ان ناسا ممن أسلم رجعوا فقالوا مرة ههنا ومرة ههنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وان كانت لكبيرة يقول ما أمر به من التحول إلى الكعبة من بيت المقدس * وأخرج وكيع والفريابي والطيالسي وأحمد وعبد ابن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس قال لما وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القبلة قالوا يا رسول الله فكيف بالذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس فأنزل الله وما كان الله ليضيع ايمانكم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن البراء بن عازب في قوله وما كان الله ليضيع ايمانكم قال صلاتكم نحو بيت المقدس وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وما كان الله ليضيع ايمانكم يقول صلاتكم التي صليتم من قبل ان تكون القبلة وكان المؤمنون قد أشفقوا على من صلى منهم ان لا يقبل صلاتهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله رؤوف قال يرأف بكم * قوله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء) * أخرج ابن ماجة عن البراء قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ثمانية عشر شهرا وصرفت القبلة إلى الكعبة بعد دخوله إلى المدينة بشهرين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى إلى بيت المقدس أكثر تقلب وجهه في السماء وعلم الله من قلب نبيه انه يهوى الكعبة فصعد جبريل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعه بصره وهو يصعد بين السماء والأرض ينظر ما يأتيه به فأنزل الله قد نرى تقلب وجهك في السماء الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل كيف حالنا في صلاتنا إلى بيت المقدس فأنزل الله وما كان الله ليضيع ايمانكم * وأخرج الطبراني عن معاذ بن جبل قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدم المدينة إلى بيت المقدس سبعة عشر شهرا ثم أنزل الله انه أمره فيها بالتحول إلى الكعبة فقال قد نرى تقلب وجهك في السماء الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته إلى بيت المقدس رفع رأسه إلى السماء فأنزل الله قد نرى تقلب وجهك الآية * وأخرج النسائي والبزار وابن المنذر والطبراني عن أبي سعيد بن المعلى قال كنا نغدو إلى المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنمر على المسجد فنصلي فيه فمررنا يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر فقلت لقد حدث أمر فجلست فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية قد نرى تقلب وجهك في السماء حتى فرغ من الآية فقلت لصاحبي تعال نركع ركعتين قبل ان ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكون أول من صلى فتوارينا فصلينا ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى للناس الظهر يومئذ إلى الكعبة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها قال هو يومئذ يصلى نحو بيت المقدس وكان يهوى قبلة نحو البيت الحرام فولاه الله قبلة كان يهواها ويرضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام قال تلقاء المسجد الحرام * وأخرج
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست