العجاب في بيان الأسباب - ابن حجر العسقلاني - ج ٢ - الصفحة ٩١٥
شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه فعرف الحزن في وجهه فقال له يا ثوبان ما غير لونك فقال يا رسول الله لا بي مرض ولا وجع غير إني إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك هناك لأني عرفت إنك ترفع مع النبيين وإني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك وإن لم أدخل فذاك حين لا أراك أبدا فأنزل الله تعالى هذه الآية ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأبويه وأهله والناس أجمعين وقال مقاتل بن سليمان قال رجل من الأنصار يسمى عبد الله بن زيد ابن عبد ربه وهو الذي رأى الأذان مع عمر يا رسول الله إنا إذا خرجنا من عندك إلى أهلينا اشتقنا إليك فلم ينفعنا شيء حتى نرجع إليك فذكرت درجتك في الجنة فكيف لنا برؤيتك إن دخلنا الجنة فنزلت هذه الآية قال فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حديقة أتاه ابنه فأخبره فقال عند ذلك اللهم لا أرى شيئا بعد حبيبي أبدا فعمي مكانه وذلك من شدة حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم 315 قوله ز تعالى * (وإن منكم لمن ليبطئن) * 72 أخرج ابن أبي حاتم من طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان في قوله * (وإن منكم لمن ليبطئن) * قال هو فيما بلغنا عبد الله بن أبي 399 رأس
(٩١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 910 911 912 913 914 915 916 917 918 919 920 ... » »»