التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ١٩
محمد صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى وقيل يعني العرب والكتاب على هذا القرآن * (لفي شك منه) * الضمير للكتاب أو للدين أو لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم * (فلذلك فادع) * أي إلى ذلك الذي شرع الله فادع الناس فاللام بمعنى إلى والإشارة بذلك إلى قوله شرع لكم من الدين أو إلى قوله ما تدعوهم إليه وقيل إن اللام بمعنى أجل والإشارة إلى التفرق والاختلاف أي لأجل ما حدث من التفرق ادع إلى الله وعلى هذا يكون قوله واستقم معطوفا وعلى الأول يكون مستأنفا فيوقف على فادع واستقم " كما أمرت " أي دم على ما أمرت به من عبادة الله وطاعته وتبليغ رسالته * (ولا تتبع أهواءهم) * الضمير للكفار وأهواؤهم ما كانوا يحبون من الكفر والباطل كله * (وأمرت لأعدل بينكم) * قيل يعني العدل في الأحكام إذا تخاصموا إليه ويحتمل أن يريد العدل في دعائهم إلى دين الإسلام أي أمرت أن أحملكم على الحق * (لا حجة بيننا وبينكم) * أي لا جدال ولا مناظرة فإن الحق قد ظهر وأنتم تعاندون * (والذين يحاجون في الله) * أي يجادلون المؤمنين في دين الإسلام ويعني كفار قريش وقيل اليهود * (من بعد ما استجيب له) * الضمير يعود على الله أي من بعد ما استجاب الناس له ودخلوا في دينه وقيل يعود على الدين وقيل على محمد صلى الله عليه وسلم والأول أظهر وأحسن * (حجتهم داحضة) * أي زاهقة باطلة * (أنزل الكتاب) * يعني جنس الكتاب * (بالحق) * أي بالواجب أو متضمنا الحق * (والميزان) * قال ابن عباس وغيره يعني العدل ومعنى إنزل العدل إنزال الأمر به في الكتب المنزلة وقيل يعني الميزان المعروف فإن قيل ما وجه اتصال ذكر الكتاب والميزان بذكر الساعة فالجواب أن الساعة يوم الجزاء والحساب فكأنه قال اعدلوا وافعلوا الصواب قبل اليوم الذي تحاسبون فيه على أعمالكم * (لعل الساعة قريب) * جاء قريب بالتذكير لأن تأنيث الساعة غير حقيقي ولأن المراد به وقت الساعة * (يستعجل بها) * أي يطلبون تعجيلها استهزاء بها وتعجيزا للمؤمنين * (يمارون) * أي يجادلون ويخالفون * (يرزق من يشاء) * يعني الرزق الزائد على المضمون لكل حيوان في قوله وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها أي ما تقوم به الحياة فإن هذا على العموم لكل حيوان طول عمره ولزائد خاص بمن شاء الله * (حرث الآخرة) * عبارة عن العمل لها وكذلك حرث الدنيا وهو مستعار من حرث الأرض لأن الحراث يعمل وينتظر المنفعة بما عمل * (نزد له في حرثه) * عبارة عن تضعيف الثواب * (نؤته منها) * أي نؤته منها ما قدر له لأن كل أحد لا بد أن يصل إلى ما قسم
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»