التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٠
فإن حملناه على ذلك لم يكن فيه دليل على وجوب التسمية في ذبائح المسلمين وإن حملناه على عمومه كان فيه دليل على ذلك وقال عطاء وهذه الآية أمر بذكر الله على الذبح والأكل والشرب * (وما لكم ألا تأكلوا) * المعنى أي غرض لكم في ترك الأكل مما ذكر اسم الله عليه وقد بين لكم الحلال من الحرام * (إلا ما اضطررتم إليه) * استثناء بما حرم (وذروا ظاهر الإثم وباطنه) لفظ يعم أنواع المعاصي لأن جميعها إما باطن وإما ظاهر وقيل الظاهر الأعمال والباطن الاعتقاد * (وإنه لفسق) * الضمير لمصدر لا تأكلوا * (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم) * سببها أن قوما من الكفار قالوا إنا نأكل ما قتلناه ولا نأكل ما قتل الله يعنون الميتة * (أو من كان ميتا فأحييناه) * الموت هنا عبارة عن الكفر والإحياء عبارة عن الإيمان والنور نور الإيمان والظلمات الكفر فهي استعارات وفي قوله ميتا فأحييناه مطابقة وهي من أدوات البيان ونزلت الآية في عمار بن ياسر وقيل في عمر بن الخطاب والذي في الظلمات أبو جهل ولفظها أعم من ذلك * (كمن مثله) * مثل هنا بمعني صفة وقيل زائدة والمعنى كمن هو * (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر) * أي كما جعلنا في مكة أكابرها ليمكروا فيها جعلنا في كل قرية وإنما ذكر الأكابر لأن غيرهم تبع لهم والمقصود تسلية النبي صلى الله عليه وسلم * (مجرميها) * إعرابه مضاف إليه عند الفارسي وغيره وقال ابن عطية وغيره إنه مفعول أول بجعلنا وأكابر مفعول ثان مقدم وهذا جيد في المعنى ضعيف في العربية لأن أكابر جمع أكبر وهو من أفعل فلا يستعمل إلا بمن أو بالإضافة * (وقالوا لن نؤمن) * الآية قائل هذه المقالة أبو جهل وقيل الوليد بن المغيرة لأنه قال أنا أولى بالنبوة من محمد * (الله أعلم حيث يجعل رسالته) * رد عليهم فيما طلبوه والمعنى أن الله علم أن محمدا صلى الله عليه وسلم أهل للرسالة فخصه بها وعلم أنهم لبسوا بأهل لها فحرمهم إياها وفي الآية من أدوات البيان الترديد لكونه ختم كلامهم باسم الله ثم رده في أول كلامه * (صغار) * أي ذلة * (يشرح صدره للإسلام) * شرح الصدر وضيقه وحرجه ألفاظ مستعارة ومن قرأ حرجا بفتح الراء فهو مصدر وصف به * (كأنما يصعد في السماء) * أي كأنما يحاول الصعود إلى السماء وذلك غير ممكن فكذلك يصعب عليه الإيمان وأصل يصعد المشدد يتصعد وقرئ بالتخفيف
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»