تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٧
لزوالها وعلى هذه الآية جامعة للصلوات الخمس أو لغروبها وعلى هذا يخرج الظهر والعصر * (إلى غسق الليل) * هو الظلمة وهو وقت صلاة العشاء * (وقرآن الفجر) * صلاة الفجر سميت قرآنا وهو القراءة لكونها ركنا كما سميت ركوعا وسجودا وهو حجة على الأصم حيث زعم أن القراءة ليست بركن أو سميت قرآنا لطول قراءتها وهو عطف على الصلاة * (إن قرآن الفجر كان مشهودا) * يشهده ملائكة الليل والنهار ينزل هؤلاء ويصعد هؤلاء فهو في آخر ديوان الليل وأول ديوان النهار أو يشهده الكثير من المصلين في العادة * (ومن الليل) * وعليك بعض الليل * (فتهجد) * والتهجد ترك الهجود للصلاة ويقال في النوم أيضا تهجد * (به) * بالقرآن * (نافلة لك) * عبادة زائدة لك على الصلوات الخمس وضع نافلة موضع تهجدا لأن التهجد عبادة زائدة فكان التهجد والنافلة يجمعهما معنى واحد والمعنى أن التهجد زيد لك على الصلوات المفروضة غنيمة لك أو فريضة عليك خاصة دون غيرك لأنه تطوع لهم * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * نصب على الظرف أي عسى أن يبعثك يوم القيامة فيقيمك مقاما محمودا أو ضمن يبعثك معنى يقيمك وهو مقام الشفاعة عند الجمهور ويدل عليه الاخبار أو هو مقام يعطى فيه لواء الحمد * (وقل رب أدخلني مدخل صدق) * وهو مصدر أي أدخلني القبر إدخالا مرضيا على طهارة من الزلات * (وأخرجني مخرج صدق) * أي أخرجني منه عند البعث إخراجا مرضيا ملقى بالكرامة آمنا من الملامة دليله ذكره على أثر ذلك البعث وقيل نزلت حين أمر بالهجرة يريد إدخال المدينة والإخراج من مكة أو هو عام في كل ما يدخل فيه ويلابسه من أمر ومكان * (واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) * حجة تنصرني على من خالفني أو ملكا وعزا قويا ناصرا للاسلام على الكفر مظهرا له عليه * (وقل جاء الحق) * الاسلام * (وزهق) * وذهب وهلك * (الباطل) * الشرك أو جاء القرآن وهلك الشيطان * (إن الباطل كان زهوقا) * كان مضمحلا في كل أوان * (وننزل) * وبالتخفيف أبو عمرو * (من القرآن) * من للتبيين * (ما هو شفاء) * من امراض القلوب * (ورحمة) * لكروب وتفريج وتطهير للعيوب وتكفير للذنوب * (للمؤمنين) * وفي الحديث من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله * (ولا يزيد الظالمين) * الكافرين * (إلا خسارا) * ضلالا لتكذيبهم به وكفرهم * (وإذا أنعمنا على الإنسان) * بالصحة والسعة
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»