تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٤
الأعراف 81 84 وصادين عن سبيل الله وباغين عوجا * (واذكروا إذ كنتم قليلا) * إذ مفعول به غير ظرف أي واذكروا على جهتة الشكر وقت كونكم قليلا عددكم * (فكثركم) * الله ووفر عددكم وقيل إن مدين ابن إبراهيم تزوج بنت لوط فولدت فرمى الله في نسلها بالبركة والنماء فكثروا * (وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين) * آخر أم عن أفسد قبلكم من الأمم كقوم نوح وهود وصالح ولوط عليهم السلام * (وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا) * فانتظروا * (حتى يحكم الله بيننا) * أي بين الفريقين بأن ينصر المحقين على المبطلين ويهرهم عليهم وهذا وعيد للكافرين بانتقام الله تعالى منهم أو هو حث للمؤمنين على الصبر واحتمال ما كان يلحقهم من المشركين إلى أن يحكم الله بينهم وينتقم لهم منهم أو هو خطاب للفريقين أي ليصبر المؤمنون على أذى الكفار والكافرون على ما يسوهم من ايمان من آمن منهم حتى يحم الله فيميز الخبيث من الطيب * (وهو خير الحاكمين) * لأن حكمه حق وعدل لا يخاف فيه الجوزر * (قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا) * في الكفر قال شعيب * (أولو كنا كارهين) * الهمزة للاستفهام والواو للحال تقديره أتعبدوننا في ملتكم في حال كراهتنا ومع كوننا كارهين قالوا نعم ثم قال شعيب * (قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها) * خلصنا الهل فإن قلت كيف قال شعيب إن عدنا في ملتكم والكفر على الأنبياء عليهم السلام محال قلت أراد هود قومه إلا أنه نظم نفسه في جملتهم و إن كان بريئا من ذلك إجراء لكلامه على حكم التغليب * (وما يكون لنا) * وما ينبغي لنا وما يصح * (أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا) * إلا أن يكون سبق في مشيئته أن نعود فيها إذ الكائنات كلها بمشيئة الله تعالى خيرها وشرها * (وسع ربنا كل شيء علما) * تمييز
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»