تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٢
من العذاي ؤ إن كنتم من المرسلين * (فأخذتهم الرجفة) * الصيحة التي زلزلت لها الأرض واضطربوا لها * (فأصبحوا في دارهم) * في بلادهم * (جاثمين) * ميتين قعدوا يقال الناس جثم أي قعود لا حراك بهم ولا يتكلمون * (فتولى عنهم) * لما عقروا الناقة * (وقال يا قوم) * عند فراقه إياهم * (لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين) * الآمرين بالهدى لاستحلاء الهوى والنصيحة منيحة تدرا الفضيحة ولكنها وخيمة تورث السخيمة وروى أنه عقرهم الناقة كان يوم الأربعاء فقال صالح تعيشون بعده ثلاثة أيام تصفر وجوهكم أول يوم وتحمر في الثاني وتسود في الثالث ويصيبكم العذاب في الرابع وكان كذلك روى أنه خرج في مائة وعشرة من المسلمين وهو يبكى فلما علم أنهم هلكوا راجع بمن معه فسكنوا ديراهم * (ولوطا إذ قال لقومه) * أي واذكروا لوطاء إذ بدل منه * (أتأتون الفاحشة) * أتفعلون السشئة المتمادية في القبح * (ما سبقكم بها) * ما عملها قبلكم والباء للتعدية ومنه قوله عليه السلام سبقك بها عكاشة * (من أحد) * من زائدة لتأكيد النى ف وإفادة معنى الاستغارق * (من العالمين) * من للتبعيض وهذه جملة مستأنفة انكر عليهم أو لا بقوله أتأتون الفاشحة ثم وبخهم علهيا فقال أنتم أول من عملها وقوله تعالى * (أئنكم لتأتون الرجال) * بيان لقوله أتأتون الفاشحة والهمزة مثلها في أتأون للانكار انكم على الاخبار مدنى وحفص يقال أتى المرأة إذا غشيها * (شهوة) * مفعول له أي للاشبهاه لا حامل لكم عليه إلا مجرد الشهوة و ذم أعظم منه لأنه وصف لهم بالبهيمية * (من دون النساء) * أي لا من السناء * (بل أنتم قوم مسرفون) * أضرب عن الإنكار إلى الاخبار عنهم بالحال التي توجب ارتكاب القبائح وهو أنهم قوم عاداعهم الاسراف وتجاوز الحدود في كل شيء فمن ثم اسرفوا في باب قضاء الشهوة حتى تجاوزوا المعتاد إلى غير المعتد * (وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم) * أي لوطا ومن آمن معه يعنى ما أجابواه بما يكون جوابا عما كلمهم به لوط من انكار الفاشحة ووصفهم بصفة الاسراف الذي هو أصل الشر ولكنهم جاءوا بشئ اخلا لا يتعلق بكلامه ونصيحته من الامر باخراجه ومن معه من المؤمنين من قريتهم * (إنهم أناس يتطهرون) * يدعون الطهارة يدعون فعلنا الخبيث على
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»