تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١١
* (لهم مغفرة وأجر كبير (12) وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور (13) ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (14) هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا).
وقوله: * (لهم مغفرة وأجر كبير) أي: عظيم.
قوله تعالى: * (وأسروا قولكم أو اجهروا به) في التفسير: أن الكفار كان بعضهم يقول لبعض: أسروا بقولكم حتى لا يسمع رب محمد فيخبره قولكم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقوله: * (إنه عليم بذات الصدور) أي: بما في الصدور.
قال الحسن: يعلم من السر ما يعلم من العلانية، ويعلم من العلانية ما يعلم من السر.
قوله تعالى: * (ألا يعلم من خلق) استفهام بمعنى الإنكار والتوبيخ، والمعنى: ألا يعلم من في الصدور من خلق الصدور.
ويقال: ألا يعلم ما خلق ' من ' بمعنى ' ما '، وهو مثل قوله تعالى: * (والسماء وما بناها) أي: ومن بناها.
وقوله: * (وهو اللطيف الخبير) أي: اللطيف في علمه، يعلم ما يظهر وما يسر وكل ما دق، يقال لطيف، ويقال: الخبير هو العالم.
قوله تعالى: * (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا) أي: مذللة، وتذليلها: تسهيل السير فيها والقرار عليها.
وقوله: * (فامشوا في مناكبها) أي: في جوانبها، ويقال: في فجاجها، ويقال: في طرقها، وقيل: في جبالها.
وعن بشير بن كعب الأنصاري أنه كان يقرأ هذه السورة فبلغ هذه الآية، فقال لجارية له: إن عرفتي معنى قوله: * (في مناكبها) فأنت حرة، فقالت: في جبالها.
فشح الرجل بالجارية وجعل يسأل أبا الدرداء فقال: دع ما يريبك إلى مالا يريبك خلها.
وحكى قتادة عن أبي الجلد قال: الأرض كلها أربعة وعشرون ألف فرسخ، اثنا عشر ألفا للسودان، وثمانية آلاف للروم، وثلاثة آلاف للعجم، وألف للعرب.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»