تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ١٦
* (الأرض الفساد (26) وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب (27) وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم) * * موسى إذا ظهر يقتل أبناءكم، ويستحي نساءكم كما فعلتم أنتم بهم، فهو إظهار موسى الفساد في الأرض.
قوله تعالى: * (وقال موسى إني عذت بربي وربكم) قال أهل التفسير: لما سمع موسى كلام فرعون استعاذ بالله والتجأ إليه، وقال: إني عذت بربي وربكم.
وقوله: * (من كل متكبر) أي: من كل متعظم * (لا يؤمن بيوم الحساب) ويوم الحساب: يوم القيامة.
قوله تعالى: * (وقال رجل مؤمن من آل فرعون) قال الكلبي: هو كان من ولي العهد لفرعون، وكان يكون له من بعده، ويقال: كان ابن عم فرعون. وعن بعضهم: كان من بني إسرائيل، وعلى هذا القول في الآية تقديم وتأخير، فمعناه: وقال رجل يكتم إيمانه من آل فرعون. وأما اسمه قال بعضهم: اسمه حزبيل، وفي معاني الزجاج: أن اسمه سمعان، وقيل: حبيب. وفي التفسير: أنه لم يؤمن من القبط إلا ثلاثة نفر: امرأة فرعون، ومؤمن آل فرعون، والذي جاء فقال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك.
وقوله: * (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) أي: لأن قال ربي الله.
وقوله: * (وقد جاءكم بالبينات من ربكم) أي: بالدلالات الواضحات.
وقوله: * (وإن يك كاذبا فعليه كذبه) أي: وبال كذبه.
وقوله: * (وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم) هذه آية مشكلة؛ لأنه قال: * (بعض الذي يعدكم) وكل ما وعده الرسل وموسى حق. والجواب عن هذا من وجوه:
أحدها: أن معنى قوله: * (يصبكم بعض الذي يعدكم) أي: كل الذي يعدكم،
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»