تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٩٣
* (ويقذفون من كل جانب (8) دحورا ولهم عذاب واصب (9) إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب (10) فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من) * * * وقوله: * (إلى الملأ الأعلى) أي: الملائكة، ومعنى الآية: أنهم لا يستطيعون الاستماع إلى الملأ الأعلى.
وقوله: * (ويقذفون) أي: يرجمون، وقوله: * (من كل جانب) من جوانب السماء، وقوله: * (دحورا) قال مجاهد: أي: مطرودين، وقال قتادة: يرمون رميا، والدحر هو الإبعاد، ويقال: دحره الله أي: أبعده الله.
وقوله: * (ولهم عذاب واصب) أي: دائم، قوله تعالى: * (إلا من خطف الخطفة) قال أهل التفسير: هذا استثناء منقطع، ومعناه: لكن من خطف الخطفة، والخطف هو الاستلاب بسرعة، واختطافهم واستلابهم كلام الملائكة.
وقوله: * (فأتبعه شهاب ثاقب) أي: شهاب مضيء، وقيل: محرق، وعن يزيد الرقاشي قال: ثاقب أي: يثقبهم فينفذ من جانب آخر، والشهاب: هو النجم ها هنا.
قوله تعالى: * (فاستفتهم) أي: فاسألهم * (أهم أشد خلقا أم من خلقنا) قال ابن عباس وغيره: المراد منه السماوات والأرض والجبال، وزعم أهل المعاني: أنه لا بد أن تكون الملائكة وما خلقه الله من الجن والذين يعقلون مرادا بالآية؛ لأن الله تعالى قال * (أم من خلقنا) ومن لا تذكر إلا فيما يعقل.
وقوله: * (إنا خلقناهم من طين لازب) أي: لاصق، وقال أبو عبيدة: هو لازم؛ قال الشاعر: * (ولا تحسبون الخير لا شر بعده * ولا تحسبون الشر ضربة لازب) أي: لازم.
وقوله: * (بل عجبت) وقرأ حمزة والكسائي: ' بل عجبت ' على إضافة التعجب إلى الله، وهي قراءة علي وابن مسعود وابن عباس.
(٣٩٣)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»