تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٥٧
(* (28) إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور (29) ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور (30) والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده) * * وقوله: * (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ومن المعروف في الآثار: ' رأس العلم خشية الله '. ومن المعروف أيضا: كفى بخشية الله علما، وبالاغترار به جهلا. ويقال: أول كلمة في الزبور رأس الحكمة خشية الله. وعن ابن عباس قال: إنما يخشى الله من عباده العلماء أي: من يعلم ملكي وعزي وسلطاني. وعن بعضهم: إنما يخشى الله من عباده العلماء الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير، وعن بعض التابعين قال: من لم يخش الله فليس بعالم. ويقال: خف الله بقدر قدرته عليك، واستح من الله بقدر قربه منك.
وقوله: * (إن الله عزيز غفور) أي: عزيز في ملكه، غفور (لذنوب عباده).
قوله تعالى: * (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور) أي: لن تهلك ولن تفسد، والمراد من التجارة ما وعده الله من الثواب.
قوله تعالى: * (ليوفيهم أجورهم) أي: ثواب أعمالهم.
وقوله: * (ويزيدهم من فضله) هو تضعيف الحسنات، قال بعضهم: هو الشفاعة لمن أحسن إليهم، فعلى هذا يشفع الفقير للغنى الذي تصدق عليه.
وقوله: * (إنه غفور شكور) يقال: يغفر الكثير من الذنوب، ويشكر اليسير من الطاعات.
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»