تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٤٣
* (بعيد (53) وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب (54). * * وقوله: * (من مكان بعيد) أنهم يقولون: ما أبعد هذا، (ويقال): من مكان بعيد أي: بعيد من (علمهم). والقذف هو الرجم والرمي، وجملة المعنى أنهم يخوضون فيما لا علم لهم به.
قوله تعالى: * (وحيل بينهم وبين ما يشتهون) قال الحسن البصري: هو الإيمان وقبول التوبة. ويقال: المال والولد. (وقيل): نعمة الدنيا وزهوتها. وعن إبراهيم النخعي أنه قال: ما تلوت هذه الآية إلا وذكرت الماء البارد.
وقوله: * (كما فعل بأشياعهم من قبل) أي: الأمم الماضية. وقيل: بأصحاب الفيل. والأشياع: جمع شيعة، وهم الفرق.
وقوله: * (إنهم كانوا في شك مريب) أي: في شك مرتابين، وفي الآية دليل على أن الشاك كافر بخلاف ما قاله بعض الناس، وهو غلط عظيم في الدين، وقد دلت هذه الآية على أن الشاك كافر وهو في النار، وكذلك دل على هذا قوله تعالى: * (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار) فقد أوجب لهم الكفر والنار بالظن. وقد روي عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: * (وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش) قال: هذه الآية نزلت في جيش السفياني، وهو رجل [يخرج] في أخواله من كلب، فخسف الله بهم بالبيداء إلا رجلا واحدا يخبر الناس ما صنع الله بهم، وفيه قصة.
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 343 344 345 347 348 349 ... » »»