تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٠١
* (مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان) * * وقوله: * (غير ناظرين إناه) أي: إدراكه ونضجه، قال الشاعر:
(تمخضت المنون له بيوم * أنى ولكل حاملة تمام) وقوله: * (ولكن إذا دعيتم فأدخلوا) وقوله: * (فإذا طعمتم فانتشروا) قال الحسن البصري وغيره: نزلت الآية في الثقلاء. وعن إبراهيم النخعي: من عرف أنه ثقيل فليس بثقيل.
وقوله: * (ولا مستأنسين لحديث) أي: لا يقعدوا في بيت النبي بعد الفراغ من الطعام يتحدثون مستأنسين بالحديث.
وقوله: * (إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم) أي: يستحي من إخراجكم.
وقوله: * (والله لا يستحي من الحق) أي: لا يترك بيان الحق [وذكره] حياء.
وقوله: * (وإذا سألتموهن متاعا) أي: حاجة.
وقوله: * (فاسألوهن من وراء حجاب) أي: من وراء ستر. وفي التفسير: أنه لم يكن يحل بعد آية الحجاب لأحد أن ينظر إلى امرأة من نساء النبي، منتقبة كانت أو غير منتقبة؛ لأن الله تعالى قال: * (من وراء حجاب) وروى أن عائشة كانت إذا طافت ستروا وراءها.
وقوله: * (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) أي: أطهر من الريب.
وقوله: * (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) قال أهل التفسير: لما نزلت آية الحجاب ومنع الرجال من الدخول في بيوت النبي، قال رجل من الصحابة: ما بالنا نمنع من الدخول على بنات أعمامنا، والله لئن حدث أمر لأتزوجن عائشة، والأكثرون على أن القائل لهذا طلحة بن عبيد الله، وكان من رهط أبي بكر الصديق.
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 306 307 ... » »»