تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢٩٢
* (عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما (43)) * * أن المراد بالذكر الكثير هو الصلوات الخمس، والثاني: أن المراد بالذكر الكثير هو التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وأشباهها، وهذه الأذكار هي التي لا يمنع منها مسلم بجنابة ولا حدث ولا بغير ذلك. وقال بعضهم: الذكر الكثير يكون بالقلب، وهو الذكر الذي يستديم به طاعة الله، وينتهي به عن معصيته.
وقوله: * (وسبحوه بكرة وأصيلا) أي: صلوا لله بكرة وأصيلا، والأصيل: ما بين العصر والمغرب، ويقال: صلاة الأصيل هي الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة.
قوله تعالى: * (هو الذي يصلي عليكم وملائكته) اختلفوا في معنى (الصلوات) من الله تعالى؛ قال أبو العالية: هو الثناء من الله على عباده، (وعن) بعضهم: إشاعة الذكر الجميل لهم، وأشهر الأقوال: ان الصلاة من الله تعالى بمعنى الرحمة والمغفرة، وأما صلاة الملائكة بمعنى الاستغفار للمؤمنين. وذكر الحسن البصري: أن بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام: أيصلي ربك؟ فذكر موسى ذلك لله تعالى؛ فقال الله تعالى: إني أصلي، وصلواتي أن رحمتي سبقت غضبي '.
وفي بعض التفاسير: أن الله تعالى لما أنزل قوله تعالى: * (إن الله وملائكته يصلون على النبي) قالت الصحابة: يا رسول الله، هذا لك! فما لنا؟ فأنزل الله تعالى: * (هو الذي يصلي عليكم وملائكته).
وقوله: * (ليخرجكم من الظلمات إلى النور) أي: من ظلمة الضلالة إلى نور الهداية، ومن ظلمة الكفر إلى نور الإيمان، وقيل: من ظلمة النار إلى نور الجنة.
وقوله: * (وكان بالمؤمنين رحيما) يعني: لما حكم لهم من السعادة.
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 292 293 294 295 296 297 ... » »»