تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٢
* (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما (68) يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا (69) * * وقوله: * (ولا يزنون) الزنا فعل معلوم، وأما اللواط: هل هو زنا أوليس بزنا؟ فالأمر فيه على ما عرف في الفقه، وكذلك إتيان البهيمة.
وقد ثبت برواية عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ فقال: ' أن تجعل لله ندا وهو خلقك. قلت: يا رسول الله، ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك. قلت: ثم أي يا رسول الله؟ قال: أن تزني بحلية جارك، ثم قرأ قوله: * (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر)... الآية '.
قال رضي الله عنه: أخبرنا بهذا الحديث أبو العباس الأزهري، [أخبرنا أبو الحسين] أحمد بن محمد الخفاف، أخبرنا أبو العباس السراج، أخبرنا إسحاق الحنظلي، أخبرنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل.. الخبر.
وذكر الكلبي: ' أن وحشيا أرسل إلى النبي يطلب منه توبة لنفسه، فبعث إليه بهذه الآية، فقال وحشي: إني قد أشركت، وقتلت وزنيت، ولا أدري كيف توبتي؟ فأريد آية أوسع من هذه، فأنزل الله تعالى: * (إن الله لا يفغر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فبعث بالآية إلى وحشي، فقال: لا أدري، أأدخل في المشيئة أولا؟ أريد آية أوسع من هذه الآية، فأنزل الله تعالى * (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) فبعث إليه بالآية، فأسلم '.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»