تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢٥٣
* (يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون (24) إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون (25) أو لم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون) * * أحدها: ما روى أبو صالح عن ابن عباس أن معناه: فلا تكن في شك من لقائك موسى، وقد كان لقيه ليلة الإسراء. وفي الخبر ان النبي قال: ' رأيت موسى آدم طوالا جعد الشعر كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى رجلا ربعة إلى الحمرة سبط الشعر... ' والخبر طويل. والقول الثاني: فلا تكن في مرية من لقائه أي: من لقاء موسى الكتاب، ولقاء موسى الكتاب: تلقيه بالقبول، ذكره الزجاج وغيره، والقول الثالث: فلا تكن في مرية من لقاء موسى ربه، حكاه النقاش، وفي الآية قول رابع: وهو أن معناه على التقديم والتأخير كأنه قال: ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل.
وقوله: * (فلا تكن في مرية من لقائه) راجع إلى ما سبق من قوله تعالى: * (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر) ومعناه: فلا تكن في مرية من لقاء يوم العذاب، والله أعلم. * (وجعلناه هدى لبني إسرائيل) يقال: إنه راجع إلى موسى، ويقال: راجع إلى الكتاب.
وقوله: * (وجعلنا منهم أئمة) أي: قادة إلى الخير، وقال بعضهم: هم الأنبياء، وقال بعضهم: أتباع الأنبياء.
وقوله: * (يهدون بأمرنا لما صبروا) أي: يرشدون بوحينا لما صبروا، وقرئ ' لما صبروا ' أي: عن المعاصي، وقيل: عن شهوات الدنيا.
وقوله: * (وكانوا بآياتنا يوقنون) أي: يصدقون.
قوله تعالى: * (إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة) أي: يحكم بينهم حكم الفصل.
وقوله: * (فيما كانوا فيه يختلفون) ظاهر المعنى.
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»