تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٣٨
((30) * وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين (31) اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء) * * في ذلك المكان ثلاثين سنة، حتى مر بها راع فرآها حزينة باكية، فردها إلى أبيها، ذكره النقاش في تفسيره.
وقوله: * (إني أنا الله رب العالمين) قد بينا من قبل، قوله تعالى: * (وأن ألق عصاك) وفي القصة: أن العصا كان من آس الجنة، وقعت إلى آدم، ثم من آدم إلى نوح، ثم من نوح إلى إبراهيم، ثم من إبراهيم إلى شعيب، وكان لا يأخذها غير نبي إلا أكلته، وكان مكتوبا عليها بالسريانية أنا الأول أنا الآخر أنا الحي الذي لا يموت أبدا.
وقوله: * (فلما رآها تهتز) أي: تتحرك * (كأنها جان) الجان: الحية الصغيرة، والثعبان: الحية العظيمة.
وقد ذكرنا التوفيق بين الآيتين، قد قال بعضهم: كان في ابتداء الأمر حية صغيرة، ثم صارت تعظم حتى صارت ثعبانا.
وقوله: * (ولى مدبرا) أي: من الخوف، فإن قيل: لم خاف موسى وهو في مثل ذلك المقام؟ قلنا: لأنه رأى شيئا بخلاف العادة، ومن رأى شيئا بخلاف العادة فخاف عذر، وقد روي أنها لما صارت حية ابتلعت ما حولها من لصخور والأشجار، وسمع موسى لأسنانها صريفا عظيما، فهرب.
وقوله: * (ولم يعقب) أي: لم يلتفت، وقوله: * (يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (اسلك يدك في جيبك) أي: أدخل يدك في جيبك، وفي القصة: أنه كانت عليه مدرعة مصرية من صوف.
وقوله: * (تخرج بيضاء من غير سوء) يقال: خرجت ولها شعاع كضوء الشمس.
وقوله: * (واضمم إليك جناحك من الرهب) حكى عطاء عن ابن عباس أن
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»