تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١١٧
* (بها علما أماذا كنتم تعملون (84) ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون (85) ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون (86) ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من) * * (تقول سليمى لا تعرض ببلغة * وليلك عن ليل الصعاليك نائم) أي: تنام فيه.
وقوله: * (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (ويوم ينفخ في الصور) قد بينا. وقوله: * (ففزع من في السماوات ومن في الأرض) أي: فصعق من في السماوات ومن في الأرض، وإنما ذكر الفزع يؤد بهم إلى الصعقة، ويقال: ينفخ إسرافيل عليه السلام ثلاث نفخات: نفخة الفزع، ونفخة الصعق، ونفخة القيام لرب العالمين، وقد ذكر أن الحسن البصري قال: الصور هو الصور، وأول بعضهم كلامه، وقال: إن الأرواح تجعل في [القرن] ثم ينفخ فيه، فتذهب الأرواح إلى الأجساد، وتحيا الأجساد.
وقوله: * (إلا من شاء الله) فيه قولان: أحدهما: أن المراد من ذلك جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت صلوات الله عليهم، والقول الآخر: أن المراد منه الشهداء. وفي بعض الآثار: الشهداء ثنية الله أي: الذين استثناهم الله تعالى، وإنما صح الاستثناء فيهم؛ لأنهم أحياء كما قال الله تعالى. وفي بعض الأخبار: ' هم أحياء متقلدوا السيوف يدورون حول العرش.
وقوله: * (وكل آتوه داخرين) أي: صاغرين وقرئ: ' وكل أتوه ' على الماضي، والمعنى متقارب.
قوله تعالى: * (وترى الجبال تحسبها جامدة) أي: واقفة.
وقوله: * (وهي تمر مر السحاب) أي: تسير سير السحاب، وهذا كما أن سير السحاب لا يرى لعظمه، كذلك سير الجبال يوم القيامة لا يرى لكثرتها، قال الشاعر:
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»