تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٥٥٣
* (أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبن الله لكم الآيات لعلكم تعقلون (61)) * * ويقال معنى الآية: إذا دخل بيته يسلم على أهله، وهي سنة قد هجرت، قال قتادة ' أهلك أحق أن تسلم عليهم. وكان الأوزاعي إذا دخل بيته ونسي السلام خرج ثم رجع وسلم. وأما إذا دخل بيتا خاليا، فيقول: السلام علينا من ربنا، وإذا دخل مسجدا ليس فيه أحد يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وقد بينا أن السنة إفشاء السلام على من تعرف ومن لا تعرف، وكان ابن عمر يسلم على النسوان كما يسلم على الرجال، وقالوا: إن كانت عجوزا فلا بأس به، وإن كانت شابة فلا يسلم.
وقوله: * (تحية من عند الله مباركة طيبة) أي: حسنة جميلة، قاله ابن عباس، ويقال: ذكر البركة والطيب ها هنا لما فيه من الثواب، ومن أهدى سلاما إلى إنسان، فهي هدية خفيفة المحمل، طيبة الريح، مباركة العاقبة.
وقوله: * (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه). هذا تعليم أدب من آداب الإسلام، والأمر الجامع كل ما يجمعوا المسلمين، وقد قيل: إنه الجهاد، ويقال: هو الجمعة العيدان، ويقال: كل طاعة يجتمع عليها المسملون مع الإمام.
وفي الأخبار: ' أن الرجل من المسلمين كان إذا كان مع النبي في أمر، وأراد الاستئذان لحاجة له، قام وأشار إلى النبي كأنه يستأذن، فيشير إليه النبي أذنت لك '. وقد قالوا: إنما يحتاج إلى الاستئذان إذا لم يكن هناك سبب يمنعه من المقام، فأما إذا عرض سبب يمنعه من المقام مثل امرأة تكون في المسجد فتحيض، أو رجل يجنب، أو عرض له مرض وما أشبه، فلا يحتاج إلى الاستئذان.
(٥٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 555 » »»