تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٥٤٦
* (يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون (55) وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون (56) لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير (57) يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم) * * أي: افعلوا ما تفعلوا على رجاء الرحمة.
قوله تعالى: * (لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض) معناه: لا تظنن الذين كفروا يفوتون عنا فوات من نعجز عنه، وحقيقة المعنى: أنا لا نعجز عن أحدهم، (وليس معهم ما يقولون به غنى، فيكونوا بمنزلة من عجزوا غيرهم عنهم).
وقوله تعالى: * (ومأواهم النار ولبئس المصير) أي: ولبئس المرجع.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم) فيه أقوال: قال مجاهد: الذين ملكت أيمانكم هم العبيد، وعن بعضهم: أنهم الإماء، روي هذا عن ابن عمر، والأصح أنه في العبيد والإماء.
قوله: * (والذين لم يبلغوا الحلم منكم) ليس هؤلاء هم الذين لم يظهروا على عورات النساء، فإن الذين لم يظهروا على عورات النساء لا حشمة لأحد منهم؛ لأنا بينا أنهم الذين لا يميزون، ولكن هؤلاء هم الذين ميزوا، وعرفوا أمر النساء، ولكن لم يبلغوا.
قوله: * (ثلاث مرات) أي: استأذنوا ثلاث مرات.
وقوله: * (من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء) خص هذه الأوقات الثلاثة بالأمر بالاستئذان؛ لأنها أوقات ينكشف فيها الناس ويبدوا منهم ما لا يحبون أن يراه أحد، فإن قبل الفجر ينتبهون من النوم فينكشفون، وعند الظهيرة يلقون ثيابهم ليقيلوا، وبعد العشاء (الأخير) ينكشفون للنوم، فأمر الله تعالى بالاستئذان في هذه الأوقات الثلاثة لهذا المعنى، والمراد من الآية: استئذان الخدم والصبيان، فأما غيرهم يستأذنون في جميع الأحوال،
(٥٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 551 ... » »»