تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٥٠
* (ولكن لا يشعرون (12) وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13)) * * فإن قيل: كيف يلزمهم الحجة إذا كانوا لا يعلمون؟
قيل: يلزمهم الحجة بما أوضح من السبيل، ونصب من الدلائل، وجهلهم لا يكون عذرا لهم.
قوله تعالى: * (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس...) الآية. كما آمن الناس يعنى: المهاجرين والأنصار.
* (قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء) سموهم سفهاء فأجابهم الله تعالى بقوله: * (ألا إنهم هم السفهاء) والسفيه خفيف العقل رقيق الحلم؛ من قولهم: ثوب سفيه، أي: رقيق بال يقول: هم الذين خفت عقولهم، ورقت أحلامهم * (ولكن لا يعلمون).
قوله تعالى: * (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا...) الآية، معناه: وإذا لقوا المهاجرين والأنصار قالوا: آمنا. أظهروا الإسلام باللسان.
* (وإذا خلوا إلى شياطينهم) أي: بشياطينهم، يذكر ' إلى ' بمعنى ' الباء ' لأن الصلات يقوم بعضها مقام البعض. والشيطان: كل عات متمرد من الجن والإنس، وأصله: البعد والامتداد. يقال: بئر شطون، أي: بعيد العمق والقعر. ويقال للحبل: شطن؛ لامتداده. وسمى الشيطان شيطانا؛ لامتداده في الشر وبعده عن الخير.
فأراد بالشياطين هاهنا عتاتهم ورؤساءهم في الكفر. يقول: إذا خلوا برءوسهم، قالوا: إنا معكم في دينكم * (إنما نحن مستهزئون) بما أظهرنا من الإسلام مع المهاجرين والأنصار.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»