تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٠
المشركين فتجوز الوصية لهم، وإن كانوا من غير أهل الإيمان والهجرة، وهذا قول محمد بن الحنفية وقتادة وعطاء وعكرمة. وقال ابن زيد ومقاتل: يعني: إلا أن توصوا لاوليائكم من المهاجرين. وقال مجاهد: أراد بالمعروف النصرة وحفظ الحرمة لحق الإيمان والهجرة " * (كان ذلك) *) الذي ذكرت من أن أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض، وأن المشرك لا يرث المسلم " * (في الكتاب) *) في اللوح المحفوظ " * (مسطورا) *) مكتوبا. وقال القرظي: في التوراة.
قوله: " * (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) *) على الوفاء بما حملوا، وأن يبشر بعضهم ببعض ويصدق بعضهم بعضا. " * (ومنك) *) يا محمد " * (ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم) *) وإنما خص هؤلاء الخمسة بالذكر في هذه الآية لأنهم أصحاب الشرائع والكتب وأولو العزم من الرسل وأئمة الأمم.
" * (وأخذنا منهم ميثقا غليظا) *) أخبرنا الحسين بن محمد، عن عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، عن هارون بن محمد بن بكار، عن أبيه عن سعيد يعني ابن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه قال: (كنت أول النبيين في الخلق، وآخرهم في البعث)، قال: وذلك قول الله تعالى: " * (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم) *) فبدأ به صلى الله عليه قبلهم. " * (ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما) *)) .
* (ياأيها الذين ءامنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جآءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا * إذ جآءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا * وإذ يقول المنافقون والذين فى قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا * وإذ قالت طآئفة منهم ياأهل. يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبى يقولون إن بيوتنا عورة وما هى بعورة إن يريدون إلا فرارا * ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لاتوها وما تلبثوا بهآ إلا يسيرا * ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسئولا * قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا * قل من ذا الذى يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا) *) 2 قوله: " * (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم) *) الآية، وذلك حين حوصر المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه أيام الخندق " * (إذ جاءتكم جنود) *) يعني الأحزاب، قريش وغطفان
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»