تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ٣٦٠
. قال يهودي بالمدينة يقال له فنحاص: احتاج رب محمد.
قال: فلما سمع بذلك عمر بن الخطاب اشتمل على سيفه وخرج في طلبه. فجاء جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم فقال: إن ربك يقول: " * (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) *)، وأعلم إن عمر بن الخطاب قد اشتمل على سيفه وخرج في طلب اليهودي). فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في طلبه، فلما جاءه، قال: (يا عمر خرج سيفك؟). قال: صدقت يا رسول الله، أشهد أنك أرسلت بالحق، قال: (فإن ربك يقول: " * (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) *)).
قال: لا جرم والذي بعثك بالحق لا يرى الغضب في وجهي.
قال القرظي والسدي: نزلت في ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل مكة كانوا في أذى شديد من المشركين، قبل أن يؤمروا بالقتال فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله تعالى هذه الآية ثم نسختها آية القتال.
" * (ليجزي قوما) *) بفتح الياءين وكسر الزاء، وقرأ أبو جعفر بضم الياء الأولى وجزم الثانية، قال أبو عمرو: وهو لحن ظاهر، وقال الكسائي: وهذه ليجري الجزاء قوما، وقرأ الباقون بفتح اليائين على وجه الخبر عن الله تعالى، واختاره أبو عبيده وأبو حاتم لذكر الله تعالى قبل ذلك.
" * (بما كانوا يكسبون من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها. ثم إلى ربكم ترجعون ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات) *) الحلالات، يعني المن والسلوى. " * (وفضلناهم على العالمين وآتيناهم بينات من الأمر) *) يعني أحكام التوراة.
" * (فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم. إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ثم جعلناك على شريعة) *) سنة وطريقة. " * (من الأمر) *) من الدين.
" * (فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) *) يعني مراد الكافرين الجاهلين، وذلك حين دعي إلى دين آبائه.
" * (إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا) *) إن اتبعت أهواءهم. " * (وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين هذا) *) يعني هذا القرآن. " * (بصائر) *) معالم. " * (للناس) *) في الحدود والأحكام يبصرون بها.
" * (وهدى ورحمة لقوم يوقنون أم حسب الذين اجترحوا) *) إكتسبوا. " * (السيئات) *) يعني الكفر والمعاصي.
" * (أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء) *) قرأ أهل الكوفة نصبا واختاره أبو عبيدة، وقال: معناه نجعلهم سواء، وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء والخبر، واختاره أبو حاتم، وقرأ الأعمش " * (ومماتهم) *) بنصب التاء على الظرف، أي في.
" * (محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) *) بئس ما يقضون، قال المفسرون: معناه المؤمن في
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»