تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٧٢
الملائكة بنات الله، فسمي الملائكة جنا لاختبائهم عن الأبصار، هذا قول مجاهد وقتادة، وقال ابن عباس: قالوا لحي: من الملائكة يقال لهم: الجن ومنهم إبليس بنات الله .
قال الكلبي: قالوا (لعنهم الله): بل تزوج من الجن فخرج منها الملائكة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وقال الحسن: أشركوا الشيطان في عبادة الله فهو النسب الذي جعلوه.
" * (ولقد علمت الجنة أنهم) *) يعني قائلي هذا القول " * (لمحضرون) *) في النار.
" * (سبحان الله عما يصفون إلا عباد الله المخلصين) *)؛ فإنهم من النار ناجون. " * (فإنكم وما تعبدون) *) يعني الأصنام " * (ما أنتم عليه) *) أي مع ذلك " * (بفاتنين) *): بمضلين " * (إلا من هو صال الجحيم) *) أي إلا من هو في علم الله وإرادته سيدخل النار.
أخبرني ابن فنجويه قال حدثنا ابن شنبه قال: حدثنا الفربابي قال: حدثنا أبو بكر بن شنبه قال: حدثنا عبد الله بن إدريس عن عمر بن ذر قال: قدمنا على عمر بن عبد العزيز فذكر عنده القدر، فقال عمر بن عبد العزيز: لو أراد الله ألا يعصى ما خلق إبليس وهو رأس الخطيئة، وإن في ذلك لعلما من كتاب الله، وجهله من جهله وعرفه من عرفه، ثم قرأ " * (إنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم) *)، وقد فصلت هذه الآية بين الناس.
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن شنبه قال: حدثنا الفربابي قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال: حدثنا أنس بن عياض قال: حدثني أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر قال: قال لي عمر بن عبد العزيز (من فيه إلى أذني): ما تقول في الذين يقولون لا قدر؟ قال: أرى أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم. قال عمر بن عبد العزيز: ذلك الرأي فيهم والله لو لم يكن إلا هذه الآية الواحدة لكفى بها: * (فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم) * * (ما منا إلا له) *) يعني إلا من له " * (مقام معلوم) *): مكان مخصوص في العبادة. قال ابن عباس: ما في السماوات موضع شبر إلا وعليه ملك مصل أو مسبح، وقال أبو بكر: الوراق: " * (إلا له مقام معلوم) *) يعبد الله عليه، كالخوف والرجا، والمحبة والرضا، وقال السدي: يعني في القربى والمشاهدة.
" * (وإنا لنحن الصافون) *) في الصلاة، " * (وإنا لنحن المسبحون وإن كانوا) *) وقد كادوا يعني أهل مكة " * (ليقولون) *) لام التأكيد: " * (لو أن عندنا ذكرا من الأولين) *): كتابا مثل كتبهم، " * (لكنا عباد الله المخلصين فكفروا به) *) فيه اختصار تقديره: فلما أتاهم ذلك الكتاب كفروا به. نظيره قوله: " * (أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم) *).
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»